ترامب وبايدن.. ماذا يحدث بين "المهووس"
مصراوي
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يتبقى على استحقاقها أقل من عام واحد، تزداد حدة التراشقات والاتهامات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ومنافسه المحتمل ورجل البيت الأبيض السابق دونالد ترامب.
إذ قال الرئيس الحالي بايدن في خطاب ألقاه على أنصاره بولاية بنسلفانيا، أمس الأول الجمعة، تزامنًا مع الذكرى الثالثة لاقتحام مبنى "الكابيتول" في يناير 2021، إن رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب وأتباعه يمارسون ما أسماه "العنف السياسي"، منوّها إلى عواقب ما عدّه تهديدًا يمثله رئيس الإدارة الأمريكية السابق.
ووجه بايدن في خطابه اتهامات مباشرة لمنافسه بالانتخابات المقبلة في نوفمبر 2024، قائلًا إن ترامب يستخدم "خطابا نازيا"، وأردف: "إنه يتحدث عن دماء الأمريكيين المُسممة، بنفس الطريقة التي تحدث بها النازيون".
كذلك سخر بايدن من الرئيس السابق وأنصاره قائلًا: "إنهم من أتباع شعار (لنجعل أمريكا عظيمة من جديد)، إنهم لا ينتهجون العنف السياسي فقط، لكنهم يجعلونه مضحكًا كذلك"، مشيرًا إلى أن ترامب على استعداد "ليضحي بالديمقراطية الأمريكية للوصول إلى الحكم".
ولم يغفل الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال خطابه التذكير بأحداث اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي "الكابيتول" المتورط فيه منافسه الجمهوري، مُعلقًا بأن الأمريكيين سيفاضلون في الانتخابات المقبلة بين "رجل مهووس بالماضي وبمصالحه الشخصية" في إشارة إلى ترامب، ومرشح لا يأبه سوى بمستقبل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن "النضال من أجل الديمقراطية قضية مقدسة".
وفيما التقى مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن أنصاره بأحد المواقع العسكرية التاريخية للجيش الأمريكي خلال حرب الاستقلال، أتى رد مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب من ولاية آيوا بالاتهامات كذلك.
ترامب "المهووس" يرد على "المحتال"
"المحتال" هكذا وصف ترامب منافسه الديمقراطي جو بايدن خلال كلمته، أمس السبت، في مؤتمر بولاية آيوا وسط حشد من أنصاره معتبرًا أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الحالي في بنسلفانيا "مثير للشفقة"، ومختذلًا ولاية حكمه في أنها " سلسلة من الضعف والفشل المتواصل والفساد وعدم الكفاءة".
ولم يكتف ترامب بالصورة السلبية التي رسمها عن فترة حكم بايدن للولايات المتحدة، ولكنه كَال له قسطًا كبيرًا من الاتهامات قائلًا: "إن أمريكا أصبحت دولة ضعيفة تحت حكمه تعاني من الإرهابيين وحشود المهاجرين".
من جانبه اتهم المتحدث باسم ترامب، ستيفن تشونج، بايدن بالتدخل في الانتخابات ومهاجمة منافسه الأبرز قائلا: "بايدن هو التهديد الحقيقي للديمقراطية".
ويواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تهما جنائية عديدة، كما أعلنت بعض الولايات الأمريكية حظره من خوض انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية لسباق الوصول إلى البيت الأبيض ضد بايدن، إلا أن محاميي ترامب طعنوا على الحكم وطالبوا القضاة في ولاية ماين الأمريكية بإعادة النظر في القرار.
ورغم ذلك فإن استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات علمية وبحثية أمريكية في الأسابيع الأخيرة، أظهرت تراجعًا كبيرًا في شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ بسبب موقفه من الحرب في غزة، إذ حصل في ديسمبر الماضي على أقل نسبة تأييد لرئيس حالي قبيل الانتخابات.
وهو ما أكده الخبير بمعهد بروكينجز للدراسات الاستراتيجية بواشنطن وليام جالستن، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية بقوله: "في حال أجريت الانتخابات الرئاسية غدا، سيخسر بايدن بالتأكيد".