"توت يطعن ست".. ماذا نعرف عن محتويات معرض الملك
جنوب سيناء – رضا السيد:
نظمت إدارة متحف شرم الشيخ بجنوب سيناء، معرضًا مؤقتًا يتضمن بعض المقتنيات الأثرية التي عثر عليها في مقبرة الملك الذهبي "توت عنخ آمون"، في وادي الملوك بالقرب من مدينة الأقصر عام 1922.
قال محمد حسنين، مدير متحف شرم الشيخ، إن المقتنيات الأثرية التي عثر عليها في مقبرة الملك "توت عنخ آمون"، تعبر عن الحضارة الفرعونية المصرية النابضة بالحياة، وتعد ثروات وكنوز عظيمة تعبر عن أسلوب الحياة والفن عند قدماء المصريين.
وأوضح مدير المتحف في تصريح اليوم الأحد، أنه يجري عرض مجموعة متنوعة من القطع الأثرية التي عثر عليها في مقبرة "الملك الذهبي" داخل المتحف، وإلقاء الضوء عليها بشكل خاص، لكون كافة محتويات مقبرة الملك توت عنخ آمون تعد قطع أثرية فريدة من نوعها، وما تزال تحتفظ برونقها وجمالها، وتحمل العديد من الأسرار التي تثير إعجاب العالم حتى اليوم، مشيرًا إلى أن المعرض المؤقت يتضمن:
تمثال للملك توت عنخ آمون في قاربه
والتمثال يهم بتوجيه طعنة بالحربة التي في يمينه نحو العدو الأزلي "ست"، والذى كان يتجسد عادة في هيئة فرس النهر أو التمساح، بارتفاع 69.5 سنتيمتر، وهو من خشب مذهب مع تلوين القارب وتذهيبه عند المقدمة والمؤخرة فقط، والحربة والنصل وحية الكوبرا من برونز مذهب، والحبل الذي يوجد باليد اليسرى من البرونز، ويكون في المناظر المصورة مربوطًا بالحربة لتسهيل عملية الطعن والسحب أكثر من مرة، وشكل القارب يوحى أنه من سيقان البردي، وجرى تطعيم عيني الملك من مادة زجاجية "وأوبسيديان" داخل إطار من البرونز.
تمثال من الخشب المذهب للملك توت عنخ آمون.
ويعد قطعة فريدة من آثار الملك توت عنخ آمون، وهي تمثل الملك يعتلي فهد من الخشب المغطى باللون الأسود، وعثر على هذا التمثال داخل مقبرته، وكان وسيلة أخرى ليَعبر به الملك الشاب من ظلام عالم الموتى إلى الخلود، وقد كان الفهد الأسود رمزًا للعالم الآخر وسماء الليل، وله عينين من الذهب تمكنه من الرؤية في الظلام، ويبلغ ارتفاع التمثال 85.60 سنتيمتر.
كنانة أقواس
الكنانة تصور الملك توت عنخ آمون، وهو في حملات الصيد يصطاد الحيوانات بالقوس والنشاب، وقد عثر على أدوات صيد في قبر الملك، مثل الأقواس والسهام من مختلف الأنواع، وكنانة قوس توت عنخ آمون تتميز بأطراف من الفياني على شكل رأس أسد، وزخرفت على كل من وجهيها بمناظر منقوشة على رقائق الذهب، ويرى الملك بها معتلي مركبته، مصحوبًا بكلابه المدربة، ويصوب سهامه نحو ظبي ووعل، وحول الحواف تجري سطور هيروغليفية بأسماء الملك وألقابه.
مروحة من الذهب
وعثر على هذه المروحة في غرفة دفن الملك توت عنخ آمون، بالقرب من جسد الملك، ويقال أن "الملك الصبي" كان محبًا لاصطياد النعام في الصحراء، كما وجدت نقوش يظهر فيها الملك يصطاد النعام، وهي من الطيور الهامة في مصر القديمة، وكان يجري التنافس على ريش وبيض النعام، فكان يعد صيده من الرياضات الملكية التي توحي بسيطرة الملك على الطبيعة، وفي أطراف المروحة ثقوب لتثبيت ريش النعام، ولها مقبض على شكل زهرة اللوتس، وقد نقش عليها أحد مغامرات الملك وهو يصطاد مستخدمًا العربة والكلاب المدربة هذا في إحدى الوجهين، أما الوجهة الأخرى فيعود الملك مظفرًا بالغنيمة.
نموذج تابوت ذهب صغير
التابوت محلى بالعقيق وعجينة الزجاج، وكانت أحشاء الملك تحفظ في التوابيت الأربعة وتلف بالأربطة، والتابوت مصنوع من الذهب الخالص المطروق، ويحتوي على تطعيمات من الزجاج الملون والأحجار شبه الكريمة، وتعد القطعة صورة مصغرة من التابوت الثاني الذي دفن فيه توت عنخ آمون.
تمثال من الخشب المغطى بالذهب لحورس
تمثال حورس الخشبي مغطى بالذهب على شكل مومياء برأس صقر على قاعدة خشبية، وكان "حور" ابن أوزير وإيزيس راعيًا للملكية وحاميًا للملك في العالم الآخر.
تمثال أنوبيس من الخشب المغطى بالذهب
التمثال الخشبي لأنوبيس، مغطى بالذهب، وهو على هيئة مومياء برأس "إبن أوى"، ويوجد على قاعدة خشبية، وكان أنوبيس حاميًا للمقابر ومسؤولًا عن التحنيط.
تمثال توت عنخ آمون "الكا الأسود"
تمثال "الكا الأسود"، يعد قرين توت عنخ آمون، وهو القطعة الرئيسية بالمعرض المؤقت للملك الشاب بمتحف شرم الشيخ، والتمثال مصنوع من الخشب، وجرى طلي الجسد بالقار، والزي مذهب ومطعم بالبرونز، يعود التمثال إلى الأسرة 18 في عهد الدولة الحديثة، وهو أحد التمثالين الحارسين لغرفة الدفن، والتمثال يمثل الملك واقفًا مقدمًا قدمه اليسرى على اليمنى ويقبض بيده اليمنى على "مقمعة" رأسها كمثرية الشكل، وفي اليد اليسرى عصا، ويرتدى الملك غطاء الرأس والأذن مكشوفه، والكوبرا على الجبهة للحماية من الأعداء والأشرار، ويبدو الوجه بدون لحية كما أن العينين مطعمتان من البرونز، والحاجبين من الذهب، ويتدلى على صدر الملك صدرية مذهبة وسلسلة عريضة، ويزين الذراعين أساور مذهبة والنعال أيضًا من البرونز المذهب.
ونقش اسم الملك على النقبة، ويظهر التمثال متأثرًا بمدرسة فن العمارنة، ويبدو هذا في البطن البارز والسيقان الرفيعة والأذان المثقوبة. واللون الأسود للجسد لاستحضار القدرة الأوزورية في البعث والحياة.
صندوق نقش عليه خرطوش الملك
يُعد الصندوق أحد القطع الأثرية الفريدة التي عُثر عليها داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون، وقد صُمم بشكل خرطوش، كُتب عليه اسم الملك، وأسفل الاسم أحد ألقابه وهو "حاكم طيبة"، ويحتوي الصندوق على العديد من المقتنيات بداخله، بما في ذلك صولجانين ومذبتين.