ما مصير حماس بعد اغتيال إسماعيل هنية؟
كتبت- سلمى سمير:
تنتظر حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن تعلن عن خليفة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الذي لقى حتفه اليوم الأربعاء، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، أثناء زيارته لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
ويأتي اختيار رئيس جديد للحركة في وقت حرج وظروف وأوضاع غير مسبوقة، مع انتظار التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، ومناقشة العمليات العسكرية واستمرارها داخل قطاع غزة في ظل حرب مستمرة منذ 10 أشهر، واتخاذ قرارات بشأن مستقبل القطاع وآلية إدارته والتواصل مع مختلف الفصائل الفلسطينية.
يتم تشييع جثمان هنية، الجمعة القادمة، بعد أن استهدفه صاروخ في محل إقامته حوالي الساعة الـ2 فجرًا استشهد على إثره رفقة أحد حراسه الشخصيين، لتشطب بذلك إسرائيل على هدف من أهداف بنك اغتيالاتها وكان على رأسها إسماعيل هنية، الذي مكث في السجون الإسرائيلية، وحاولت اغتياله عدة مرات.
وبعد تشييع جثمان القيادي، ستبدأ الحركة وأعضائها عملية اختيار مرشح مناسب لتيسير أعمال منصب رئيسها، فموجب النظام الأساسي للحركة، ينتخب أعضاء مجلس الشورى المركزي، الذي يضم حوالي 50 عضوًا بينهم أعضاء المكتب السياسي المركزي للحركة الرئيس القادم لحماس.
وتتشكل تركيبة مجلس الشورى والمكتب السياسي من 3 حصص متساوية لساحات العمل الثلاث في الحركة، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والشتات أي بمعدل الثلث لكل جزء منهم، يشارك قيادي كل قطاع منهم في عملية اغتيال رئيس الحركة.
وهنية هو رئيس حركة حماس، منذ مايو عام 2017، مع انتخابه خلفًا لرئيس الحركة السابق خالد مشعل، حيث تجرى انتخابات الحركة كل 4 سنوات في سرية تامة لتجنب استهداف الأعضاء المرشحين، يمكن بعدها أن ينتخب مرة أخرى بحسب رؤية أعضاء الحركة.
هل تتأثر الحركة؟
قال رخا، إن تأثر الحركة باغتيال هنية، سيكون بسيطًا على المدى القريب، وليس على المستوى العملي، مشيرًا إلى وجود نائب لإسماعيل هنية وهو خالد مشعل يمكنه إدارة شؤون الحركة بشكل مؤقت كونه أكثر شخص مؤهل في الوقت الحالي لتولي المنصب كما حدث في إيران عند مقتل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي.
وأضاف رخا، أن تولى مشعل للمنصب، سيكون في حالة عدم تجهيز قيادات الحركة لمرشح مسبق لتولى إدارة شؤون الحركة.
وأفاد رخا، أن حماس هي من الحركات العقائدية التي تتكون من عدة كوادر على المستوى السياسي والعسكري وكوادر للتثقيف والدعم السياسي والمدني وكوادر للقيادات السياسية التي تجمع الأموال والسلاح، مشيرًا لامتلاك كل فريق لمهام خاصة بها يعمل على إكمالها بغض النظر عن القيادة المشرفة عليه.
وكون هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها قائد بحجم هنية في ظل الظروف التي يشهدها قطاع غزة في الوقت الحالي، فسيظل الوضع قائم على ما هو عليه من بقاء السنوار كرئيس للحركة في قطاع غزة، واستمرار الضيف في قيادة العمليات العسكرية الميدانية داخل القطاع.
وعن قرارات مفاوضات الأسرى واليوم التالي للحرب، يقول رخا، إن تلك القرارات لا يتخذها هنية بمفرده، بل بالتنسيق والتشاور فيها مع مختلف قيادات الحركة كالسنوار وباقي القيادة، وهو مالا يتم عن طريق الاتصالات التليفونية حتى لا يتم تحديد مواقع القادة بل عن طريق وسائل بدائية للغاية حتى لا يسهل التقاطها لذلك يتأخر الرد الفلسطيني على المقترحات الإسرائيلية بشأن المفاوضات.
صعوبات اختيار خليفة هنية
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إن عملية اختيار خلفًا لهنية من أجل إدارة مهام منصبه ستتم بشكل سريع ودون صعوبات، نظرًا لاعتماد الحركة عدة صفوف في قياداتها كالصف الأول والثاني من أجل تنفيذ المهام المتفق عليها.
وعن صعوبة اختيار خليفة لهنية في ظل فترة الحرب الحالية، قال السفير رخا أحمد، إن حماس "لن تُعدم قياداتها" نظرًُا لوجود عدة قادة مناسبين ومؤهلين لتولي منصب هنية يمكنهم إدارة الأمور بسلاسة، خاصة وأن استهداف هنية لم يكن الاستهداف الأول الذي تشهده الحركة في الصفوف الأولى لقادتها حيث سبق ذلك اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة والذي استهدفته إسرائيل في غارة عام 2004، وغيره من القادة.
من خليفة هنية؟
جاء اغتيال هنية، في وقت حرج مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لـ10 أشهر وهي الحرب الأطول في تاريخ القطاع، لذلك ورغم اعتياد حماس على استهداف قادتها وكان آخرهم صالح العاروري الذي استهدفته إسرائيل في يناير الماضي، ستشوب مسألة اختيار الرئيس الجديد حالة من التعتيم التام.
ويقول رخا إن اختيار خليفة هنية القادم سيكون إمان عن طريق الانتخابات أو عن طريق التمرير في ظل عدم قدرة الحركة على التواصل مع كافة أعضاءها في التوقيت الحالي فتكون عملية اختيار خليفة هنية القادم بالتوافق فيما بينهم عن طريق التواصل عبر الإنترنت أو وسائل بدائية للغاية حتى لا يتم التجسس على محادثاتهم ومناقشاتهم.
وعن المرشحين لتولي المنصب، أفاد السفير رخا أحمد، أنه يوجد نحو 4 قيادات مؤهلة لتولي منصب رئيس الحركة بينهم خليل الحية وموسى أبو مرزوق رئيس حركة حماس حتى عام 1996، وخالد مشعل وهو رئيس حركة حماس لفترات متتالية وحاولت إسرائيل اغتياله سابقًا عن طريق تسميمه في الأردن عام 1997 وأسامة حمدان.