الصحة العالمية: اكتشاف سلالات متحورة من فيروس
فلسطين - (أ ش أ)
قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان حسن بلخي، أنه تم اكتشاف سلالات متحورة من فيروس شلل الأطفال في غزة.
وأعربت بلخي -خلال مؤتمر صحفى عقدته اليوم الأربعاء عبر الفيديو كونفرانس- عن قلق المنظمة جراء اكتشاف نوع متحور من فيروس شلل الأطفال من النمط الثاني في عينات بيئية في غزة، لافتة إلى أنه على الرغم من عدم اكتشاف أي حالات سريرية لشلل الأطفال حتى الآن، فإن المخاطر المحدقة بالأطفال جسيمة وكثيرة، الأمر الذي يستدعي منا تحركًا عاجلًا لاحتواء الفيروس والحيلولة دون انتشاره.
وأشارت بلخي إلى أن منظمة الصحة العالمية تتعاون مع وزارة الصحة واليونيسيف في اتخاذ عدة تدابير رئيسية، ومنها مثلًا خطط لعدة حملات تطعيم ضد شلل الأطفال ، منوهة إلى أنه فى شهر يوليو وحده، دعمت منظمة الصحة العالمية الإجلاء الطبي لنحو 100 مريض من غزة يعانون مجموعةً من الحالات الطبية الخطيرة، ومعهم مرافقوهم.
ودعت بلخي إلى استئناف تحويل المرضى وعمليات الإجلاء إلى الضفة الغربية، وخصوصًا القدس الشرقية، إذ لا يزال أكثر من (عشرة) آلاف شخص في غزة بحاجة إلى الإجلاء الطبي.
وفي سياق آخر ، اشارت بلخى إلى أن المستوى المفزع من انعدام الأمن الغذائي في السودان، يكشف عن واقع مأساوي تقشعر له الأبدان، لافتة إلى أن أحدث تحليل أجرته لجنة مراجعة المجاعة، ضمن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يظهر أن العنف المستمر قد دفع أجزاءً من شمال دارفور، ولا سيما مخيم زمزم، إلى هاوية المجاعة ، ومخيم زمزم أحد أكبر مخيمات النازحين داخليًا، إذ يقدر عدد سكانه بنحو خمسمائة ألف شخص على الأقل.
وذكرت اللجنة أن مناطق أخرى في السودان –في دارفور وغيره– قد تكون على شفَا المجاعة، وأن خطر اتساع نطاق المجاعة لا يزال قائمًا ما دام النزاع مستمرًا ووصول المساعدات الإنسانية مقيدًا.
ولفتت إلى أنه في شتى أنحاء السودان، لا يزال النزاع يسبب نزوح الآلاف وتشريدهم. وكما أشرت سابقًا، لا يزال السودان يمثل أكبر أزمة نزوح في العالم، إذ أجبر ثلاثة عشر مليون شخص على ترك ديارهم. ولقد تفاقم الوضع بشدة على إثر الأمطار الغزيرة الأخيرة في الشرق والجنوب والغرب، فقد أجبرت المزيد والمزيد من الناس على النزوح، وعرقلت إيصال المساعدات الإنسانية.
وفي أنحاء أخرى من إقليم، شرق المتوسط ، قالت بلخى إن الظواهر المناخية القصوى، ومنها الفيضانات وموجات الحر والعواصف، تتسبب في تعطيل حياة الناس وسبل عيشهم. وقد وردتنا تقارير عن وفيات وإصابات نجمت عن موجات الحر في بعض بلدان المنطقة.
ونوهت إلى أن الفيضانات العارمة التي اجتاحت أفغانستان مؤخرًا أسفرت عن سقوط ثماني وخمسين قتيلًا وإصابة ثلاثمائة وثمانين شخصًا.
وقد سارعت منظمة الصحة العالمية إلى دعم نظام الرعاية الصحية عبر إيصال أكثر من (مئة وستين) طنًا من الإمدادات الطبية، ونشر (أربع وعشرين) سيارة إسعاف للحالات، وتفعيل أنظمة إدارة التدبير العلاجي للإصابات الجماعية، وإرسال ستة عشر فريقًا متنقلًا للصحة والتغذية.
وأشارت إلى أن هذه الفيضانات وموجات الحرارة تسببت في سباق مناخ قاس يزيد وتيرة وقوع الحوادث المناخية القاسية وشدتها. ولهذه الحوادث أيضًا آثار أوسع نطاقًا على الصحة، ومنها زيادة انتشار الأمراض المحمولة بالنواقل والأمراض المحمولة بالماء كحمى الضنك والكوليرا، وزيادة مضاعفات الأمراض غير السارية، وخفض إنتاج الغذاء، وتقلص القِوَى العاملة الصحية، وتضرر البِنَى التحتية الصحية، بالإضافة إلى الأثر النفسي والعقلي.
وأوضحت أن تغير المناخ يشكل تهديدًا جوهريًا لصحة البشر. لذا حان الوقت للانتقال إلى إجراءات جماعية وملموسة، وإدراك أن هذا التهديد لا يعرف ولا يقف عند الحدود، الأمر الذي يجعل الجميع عرضةً للخطر.
وقالت إن الجهود المبذولة في سبيل تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية في هذه البلدان تأثرت بالفعل بمحدودية القدرات والموارد الصحية، وآثار العقوبات، والبنية التحتية المدمرة. ولا يسع هذه الجهود تحمل المزيد من العراقيل.
وأضافت انه يجب أن ينصب تركيزنا الجماعي على دفع خِطَّة الصحة الإقليمية قدمًا، وتجنب تعرضها لمزيد من الانتكاسات لافتة إلى أن كل دولة عضو لها مصلحة في ضمان الأمن البشري والصحي لإقليمنا.