"مشروع حياة أو موت".. بناة السد العالي يروون
أسوان - إيهاب عمران:
تحتفل محافظة أسوان هذا الأسبوع، بالذكرى 64 لبدء العمل فى مشروع السد العالى، والذى اختارته الهيئة الدولية للسدود كأعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين، حيث بدأ العمل في التاسع من يناير عام 1960.
ويجسد السد العالي قصة رائعة للتفاني والتضحية، جسدها أبطال سطروا بعرقهم وكفاحهم وأرواح شهادئهم أعظم ملحمة للبناء والتعمير.
يقول عز الدين عبد السلام أحد الأبطال الذين شاركوا فى بناء السد العالي، أن المشروع يعتبر معجزة أنقذت مصر وخاصة فى الصعيد من الغرق أثناء الفيضان، كما أنقذتهم من الموت أثناء مواسم الجفاف.
وأضاف أنه التحق بالعمل فى السد العالى عام 1962 كمساعد ميكانيكي، وكنا نعمل بكل حب لأننا نعتبر مشروع السد العالى مشروع حياة أو موت بالنسبة لنا.
وتابع: "في تحويل مجرى نهر النيل عام 1964 شوفت الرئيس جمال عبد الناصر وندهت عليه وشاور ليا بإيده، وكان بيحرص على زيارة المشروع ومتابعة العمل فيه بشكل مستمر".
أما عن ذكرياته عن العمل فقال: "كنا نواصل الليل بالنهار والعمل لا يتوقف أبدا رغم صعوبة الظروف التي كنا نعمل بها، وشاهدنا الموت أكثر من مرة، وبالفعل سقط منا مئات الشهداء ولا أستطيع أن أنسى مشهد وفاة أكثر من 100 عامل انهارت عليهم الصخور أثناء أحد التفجيرات بأنفاق السد، ورغم ذلك قمنا بمواصلة العمل حتى تم إنجاز مشروع السد العالى وافتتاحه فى 15 يناير 1971.
ومن الشخصيات التى لن أنساها الرائد باقى يوسف والذى كان يعمل معنا وكان هو صاحب فكرة تحطيم خط بارليف بخراطيم المياه.
ويظل السد العالي رمزا للصمود والعزة المصرية التي رفضت الانصياع للغرب وقامت ببناء السد بسواعد أبنائها وحمى السد البلاد من أخطار الفيضان ووفر المياه لاستصلاح وزراعة ملايين الأفدنة.