جريمة النهضة .. "أم ناهد" رفضت تبيع شقتها
كتب ـ رمضان يونس:
لم تعلم "سماح صبري"، أن مجرد رفضها لبيع شقة تقيم بها لجيرانها بمقابل مبلغ مالي "مغسلة" سيكلفها الفصل الأخير من حياتها على نحو مأساوي.
قبل 3 أشهر مضت؛ عُرض على "سماح" ـ مُطلقة ـ بيع شقتها التي اشترتها مطلع 2011، بعدما نالت ميراثها من والدها عقب وفاته، لجيرانها بثمن بخس. لكن ذات الأربعين عامًا مبدأ البيع كونها تعيش مع طفلتها "ناهد" وبالقرب من أشقائها "كل العمارة قرايب وعايزين ياخدوا الشقة بأي حل ويمشوا أختي" ـ وفق أحمد شقيق سماح.
منذ الوهلة الأولى وعقب رفض"سماح" بيع شقتها، بدأ الجيران في تضيق الخناق على"أم ناهد"، حتى وصل الأمر بقطع كل سبل العيش لها وطفلتها "كل شوية يقطعوا مواسير المياه وقطع الكهرباء عنها"، رغم ذلك لم تسأم "سماح" بل تمسكت بعدم البيع:"بيسلطوا عليها ناس يضايقوها عشان تبيع الشقة". وفق أحمد شقيق سماح.
التاسعة إلا ربع مساء الجمعة الماضية، وحال خروج "أم ناهد" لشراء مستلزمات بيتها، تعرضت لمضايقات من قبل جيرانها، على إثر ذلك هاتفت شقيقها "أحمد" الذي حضر لمسكنها وعندما عاتب الجيران تعدوا عليه وشقيقته بالضرب: "كسروا تليفونها وأخذوا متعلقاتها الشخصية حتى كارت التموين والفيزا ورفضوا يخلوها تطلع لابنتها في الشقة". حينها حرر الجيران محضر كيدي يتهم فيه السيدة وشقيقها بالتعدي عليهم "ضربونا في الشارع وراحوا عملوا محاضر فينا". يقولها أحمد.
لم ترغب "سماح" في الدخول مع جيرانها في مناوشات، بينما في الصباح توجهت إلى قسم النهضة بالقاهرة، وحررت محضر "تمكين" مسكنها كون جيرانها رفضوا دخولها الشقة "بنتها محبوسة في الشقة وهما رافضين إننا نطلع نجيبها". يحكي أحمد في حديثه لمصراوي.
"أحمد صبري" ـ موظف بهيئة النقل العام ـ اعتاد الذهاب كل يوم لشقيقته "سماح" للإطمئنان عليها خاصة بعد تعرضها للضرب من قبل جيرانها كونها تقطن رفقة ابنته الطفلة بعد انفصالها عن زوجها "محمد" قبل 9 سنوات مضت.
الرابعة عصراً، انتهى "أحمد" من عمله، وفي طريق عودته لمنزله ذهب شقة شقيقته "سماح" فلم يجدها وعندما سأل طفلتها "ناهد"، أخبرته أن والدتها خرجت لشراء متطلباتها "قالت لي ماما نزلت تجيب حاجة وراجعة تاني"، حينها ترك الموظف ابنة شقيقته "ناهد" وعاد لمنزله لينال قسطا من الراحة عقب عودته من عمله.
في المساء، عاود"أحمد" لمسكن شقيقته لكن تفاجئ بعدم تواجدها، الأمر الذي أثار قلق الأخ وأحاطه الشك في جيرانها الذين اعتدوا عليها بالضرب:" في واحد من جيرانها قالي لو أختك ما سابتش الشقة أنا هجيبهالك في شوال". وفق أحمد شقيق سماح.
رحلة البحث عن "سماح" طالت 24 ساعة دون فائدة، حينها حرر"أحمد" محضرا بتغيب "أم ناهد" عن بيتها عقب خروجها لشراء متطلبات منزلها، حتى عثرت أجهزة الأمن على أشلاء آدمية في مقلب زبالة، إذ تبين عقب ذلك أنها للسيدة المتغيبة "سماح". إذ عثر على باقي أشلاء الجثمان في ثلاجة داخل مسكن جارها "علاء" المتهم عقب القبض عليه بعدما رصدته كاميرات المراقبة وهو يتخلص من الضحية في صندوق قمامة.
لم يكتفٍ الجيران بقتل "سماح" وتقطيع جسدها أجزاء وتوزيعها على مناطق متفرقة بالمنطقة، بل يهددون شقيقها "أحمد" وزوجته بالقتل. "بيهددوني أنا ومراتي بالقتل وبيقولولي هنعمل فيك زي ما عملنا في أختك". يستنجد "أحمد" وأسرته بالشرطة من بطش جيران شقيقته بعد قتلها؛ لحماية أسرته حتى لا يكون مصيره مثل "أم ناهد" ( أنا خايف على بنت أختي يعملوا فيها زي ما عملوا في أمها).
وكان أدلى عامل خردة شاهد على واقعة العثور على أشلاء ربة منزل بالسلام بأقواله أمام النيابة العامة. وقال إنه رأى أحد الأشخاص بالمنطقة يُلقي جوال في صندوق قمامة بالنهضة وداوم على النظر باستمرار إلى الصندوق، فشك في أمره.
أضاف أنه بدأ في عمله بنبش القمامة فعثر على الجوال وفوجئ بوجود قدم سيدة، فأبلغ شرطة النجدة.
كانت الأجهزة الأمنية تلقت في وقت سابق بلاغًا من شقيق المجني عليها بتغيبها لعدة أيام عن شقتها، ودلت التحريات وجمع المعلومات أن جارها وراء اختفائها وقيامه بقتلها.
كشفت التحقيقات أن المتهم دائم التشاجر مع المجني عليها بسبب خلافات الجيرة، ويوم الواقعة احتجزها داخل شقته ثم قتلها بعدة طعنات.
أضافت التحقيقات أن المتهم قطع جثة المجني عليها بساطور، ورمى نصفها في مقالب القمامة، واحتفظ بالنصف الآخر في الثلاجة لحين التخلص منها في محاولة لعدم كشف جريمته.
وأمرت النيابة بعرض أشلاء المجني عليه على مصلحة الطب الشرعي لإعداد تقرير الصفة التشريحية بشأنها، وتسليمها لذويها لدفنها.
كما أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات في الواقعة.