مجلة أمريكية تحذر إسرائيل من الدخول إلى رفح
كتب- مصراوي
وجهت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تحذيرًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، من أنه سيواجه عدوًا متمرسًا على القتال في محاولته إبعاد عشرات الآلاف من المدنيين عن طريق تقدمه نحو مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، والتي يزعم المسؤولون الإسرائيليون أنها المعقل الأخير لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وعلى الرغم من موافقة حركة حماس على المقترح المصري بشأن التهدئة في قطاع غزة، فإن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الحرب قرر بالإجماع المضي قدمًا في عمليته العسكرية في مدينة رفح، بحسب ما أفاد به مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي.
في الأحد الماضي، أخبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أن الاجتياح بات وشيكا، في الوقت الذي حذر فيه مسؤولين في الأمم المتحدة، من أن غزو رفح قد يدفع نحو 1.5 مليون فلسطيني معتصمين هناك إلى النزوح مرة أخرى، وفق مراسل المجلة لشؤون الأمن القومي جاك ديتش.
ويقول جاك ديتش في تقريره، إنه إذا تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي بالفعل داخل رفح في محاولة للقضاء على كتائب حماس الأربع التي يزعم أنها موجودة هناك، فإن الخبراء يقولون إن جنوده سيواجهون عدوا متمرسا في القتال ولديه القدرة على القتال وإعادة الإمداد من خلال شبكة واسعة من الأنفاق.
وتمكنت قوات الاحتلال من إجلاء السكان من المدن التي تقاتل فيها منذ اندلاع الحرب في الـ7 من أكتوبر الماضي، مثل خان يونس في الجزء الجنوبي من القطاع المحاصر، بحسب ادعاء الصحيفة الأمريكية.
كما نقلت المجلة في تقريرها عن جوناثان لورد، مدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، القول إن "رفح ستبدو مختلفة جذريا بعض الشيء"، مضيفا أنها لن تكون خالية تماما من السكان بالضرورة.
"عناصر حماس التي تقاتل هم سكان المنطقة الأصليين"، وفقًا لما أفاد به جوناثان لورد، الذي ادعى أنهم يعتمدون في تحركاتهم على شبكة أنفاق كثيفة عند ممر فيلادلفيا الذي يسمى أيضا محور صلاح الدين على امتداد الحدود بين غزة ومصر.
وأكد مدير برنامج الأمن في الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، أن عناصر حماس متحصنة ومستعدة على الأرجح للقتال من مواقع تمركزها حيث يمكنها الوصول إلى الأنفاق وإعادة الإمداد والقدرة على التسلل والهروب والتنقل.
وفي السياق ذاته نسبت المجلة إلى مايكل مولروي نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، الذي يعمل الآن مع مجموعة "فوغبو"، التي تساعد في إنشاء رصيف المساعدات في غزة، القول إن الإسرائيليين أخبروا المنظمات غير الحكومية أن عملية الترحيل سوف تستغرق نحو 10 أيام، رغم أن منظمات الإغاثة تعتقد أنها قد تستغرق وقتًا أطول بكثير.
وفيما سبق أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، أنه تمكن من السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر، وأن قواته تفتش المنطقة، إذ قال "لدينا قوات خاصة تقوم بمسح المعبر، وسيطرة عملانية على المنطقة والمعابر الأخرى ولدينا قوات خاصة تقوم بمسح المنطقة، ونحن نتحدث فقط عن الجانب الفلسطيني من معبر رفح".
بدوره قال متحدث باسم هيئة المعابر في غزة لوكالة رويترز للأنباء اليوم الثلاثاء، إن معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر مغلق من الجانب الفلسطيني، أمام المسافرين والمساعدات، وذلك بسبب وجود الدبابات الإسرائيلية.