-

مفاجأة مثيرة عن أجداد البشر.. إنسان النياندرتال

مفاجأة مثيرة عن أجداد البشر.. إنسان النياندرتال
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كشفت دراسة جديدة أن أفراد النوع البدائي من الإنسان المسمى "النياندرتال" كانوا أكثر ذكاءً من تصوراتنا السابقة عنهم، وكانوا يتمتعون بمهارة كافية للتحكم بالنار واستخدامها في طهو الطعام، وأن طريقة عيشهم كانت أقرب إلى كونهم "شكلاً مختلفاً من البشر" وليس نوعا منفصلا عن الإنسان.

وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "بلس وان"، كان أفراد النياندرتال قادرا على التفكير بشكل رمزي واستخدام الرموز مثل الكلمات والصور والتمثيلات العقلية للأشياء أو الأحداث لتمثيل العالم، إضافة إلى القدرة على ابتكار أغراض فنية، كما عرفوا كيفية تزيين أجسادهم باستخدام الحلي، واعتمدوا نظاماً غذائياً شديد التنوع.

وقال الباحث أليساندرا ساليتي من "جامعة ترينتو" في إيطاليا، إن أفراد النوع البدائي "النياندرتال" ربما كانون يأكلون الطعام المطبوخ عادة، ما يشير إلى أنهم كانوا على الأرجح امتلكوا مهارات مثل الإنسان العاقل المبكر الذي عاش بعده بآلاف السنين، وفقا لإندبندنت.

وقال دييجو أنجيلوتشي الباحث المشارك في الدراسة: "في هذه الدراسة نثبت عدم وجود أي شك في أن النياندرتاليين كانوا قادرين على إشعال النار التي كانت عنصراً أساسياً في حياتهم اليومية".

واعتمد البحث على دراسة منطقة "جروتا دي أوليفيرا" في وسط البرتغال، وهي واحدة من أهم المواقع الأثرية الأوروبية في العصر الحجري القديم الأوسط.

يعد هذا الكهف جزءاً من نظام "ألموندا الكارستية"، وهو عبارة عن شبكة واسعة من الكهوف الموجودة على ارتفاعات مختلفة فوق نبع كبير كان مأهولاً في فترات مختلفة من عصور ما قبل التاريخ.

وتشمل أقدم طبقاته عدداً من الممرات يعود تاريخها إلى نحو 120 ألف سنة مضت، وأحدثها إلى نحو 40 ألف سنة، ومن المحتمل أن إنسان "النياندرتال" عاش في هذا المكان منذ 100 ألف و70 ألف سنة مضت.

وعثر علماء الآثار على بقايا لنحو 10 مواقد جرى بناؤها واستخدامها في الكهف على مستويات مختلفة في مساحة تبلغ نحو 30 متراً مربعاً، وعلى عمق 6 أمتار.

وتشير النتائج إلى أن سكان الكهوف واظبوا على طهو طعامهم.

وقال الدكتور أنجيلوتشي: "عثرنا على عظام محترقة وخشب محترق وبقايا رماد.. وبقايا عظام محترقة لماعز وغزلان وخيول وأرخص (نوع منقرض من الثيران) ووحيد القرن وسلاحف مرت كلها بعملية الطبخ، وربما وضعت الأخيرة على قشرتها الصلبة وطهيت على الحجارة الساخنة في الكهف.

وما زال العلماء غير متأكدين من الطريقة التي اعتمدها أفراد "النياندرتال" كي يتمكنوا من إشعال النار.

ومن خلال التنقيب في طبقات أرضية تغطي نحو 30 ألف عام، قارن علماء الآثار البيانات مع مواقع أخرى في المنطقة نفسها يعود تاريخها إلى فترة أحدث عندما تأكد وجود الإنسان العاقل في المنطقة.

وقال دييجو أنجيلوتشي "لم نجد أي فرق: لقد عاشوا في الكهوف بطرق مماثلة، لم ينتموا إلى نوع حي مختلف، بل أود أن أقول إنهم كانوا أشكالاً بشرية مختلفة".