تراجع المواجهات بين الشرطة والمحتجين.. رئيسة
دكا - (أ ف ب)
تفقدت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة الخميس الدمار الناجم عن أيام من أعمال العنف المميتة، بينما كان قادة الحركة الطلابية يبحثون مستقبل التظاهرات التي تسببت بالاضطرابات.
أودت أعمال العنف الأسبوع الماضي بـ193 شخصا على الأقل بينهم عدد من عناصر الشرطة، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا لبيانات الشرطة والمستشفيات، في اضطرابات هي بين الأسوأ في عهد الشيخة حسينة التي تحكم البلاد منذ 15 عاماً.
وتفجرت أعمال العنف إثر احتجاجات على نظام الحصص المخصص لمجموعات معنية في الوظائف العامة، والذي يعتبر منتقدون أنه يعطي الأفضلية لحلفاء حزب حسينة الحاكم.
ولا يزال آلاف من عناصر الجيش يسيّرون دوريات في مدن، مع استمرار حجب الانترنت على نطاق واسع. لكن المواجهات تراجعت منذ إعلان الحركة الطلابية تعليق الاحتجاجات.
تفقدت الشيخة حسينة (76 عاما) صباحا الدمار في العاصمة دكا حيث توقفت خدمة القطارات في المدينة البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة بعدما وضع متظاهرون جذوع أشجار على خط السكك الحديد.
وقالت لصحافيين في ما بعد "منذ 15 عاما وأنا أبني هذا البلد" في إدانة للمتظاهرين بسبب تدمير البنى التحتية للمدينة. وأضافت "ما الذي لم أفعله للشعب؟".
وتابعت "من المستفيد مما فعلنا؟ هل أركب أنا قطار الأنفاق. هل الحكومة وحدها تستخدمه؟ هل يستخدمه وزراؤنا فقط؟ أم أن عامة الناس هم في الواقع من يستخدمونه؟".
وأظهرت صور نشرها مكتب حسينة، رئيسة الوزراء بين مرافقيها باكية لدى مشاهدة محطة المترو التي لحقت بها أضرار كبيرة والواقعة في إحدى ضواحي دكا.
والمحطة من بين العديد من المباني الحكومية والعشرات من مراكز الشرطة التي تم إحراقها أو تخريبها في ذروة الاحتجاجات الأسبوع الماضي.
ومع عودة الهدوء إلى مدن في أنحاء البلاد، أمرت حكومة حسينة بتخفيف جديد لحظر التجول الذي فرضته نهاية الأسبوع الماضي، وسمحت بحرية التنقل لسبع ساعات بين الساعة 10,00 صباحا و5,00 بعد الظهر.
وشهدت شوارع دكا اختناقات مرورية صباحا بعد أيام على مواجهات ضارية بين الشرطة ومتظاهرين.
والأربعاء فتحت المصارف والمكاتب الحكومية ومصانع الألبسة ذات الأهمية الحيوية للاقتصاد، بعدما أُغلقت الأسبوع الماضي.
وفي هذه الأثناء يستعد قادة الحركة الطلابية لاتخاذ قرار الخميس بشأن مسألة تمديد فترة تعليق الاحتجاجات مجددا، والمفترض أن تنتهي الجمعة.
وقالت مجموعة "طلاب ضد التمييز" المسؤولة عن تنظيم الاحتجاجات هذا الشهر إنها تتوقع أن تقدم الحكومة بعض التنازلات.
وقال آصف محمود أحد منسقي المجموعة لوكالة فرانس برس "نطالب باعتذار من رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الأمة عن القتل الجماعي للطلاب".
أضاف "نريد أيضا إقالة وزير الداخلية ووزير التعليم".
وشدد محمود على أن الحصيلة المقدرة للاضطرابات أقل من الواقع مؤكدا أن مجموعته تعمل على إعداد لائحة بالوفيات المؤكدة.
أزمة وظائف للشباب
تجاوز عدد الموقوفين على مدى أيام من العنف في بنجلاديش عتبة 2500 شخص، وفق تعداد أجرته فرانس برس.
وتفجرت الاحتجاجات إثر معاودة العمل بنظام حصص يخصص أكثر من نصف الوظائف العامة لفئات محددة، وثلثها تقريبا لأبناء المقاتلين في حرب الاستقلال.
ومع قرابة 18 مليون شاب عاطل عن العمل، وفق أرقام حكومية، أثار القرار استياء الخريجين الذين يواجهون أزمة وظائف حادة.
يقول المنتقدون إن نظام الحصص يستخدم لإبقاء الوظائف الحكومية لأنصار "رابطة عوامي"، حزب حسينة الحاكم.
قضت المحكمة العليا في بنجلاديش الأحد بالحدّ من نظام الحصص من دون إلغائه.
تحكم حسينة (76 عاما) البلاد منذ العام 2009 وفازت في كانون الثاني/يناير في رابع انتخابات على التوالي جرت في غياب أي معارضة حقيقية.
كما تتّهم مجموعات حقوقية حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك عبر قتل ناشطي المعارضة خارج نطاق القضاء.