رغم استقراره في آخر 9 أشهر.. الدولار يرتفع 25%
كتبت- منال المصري:
رغم استقراره في آخر 9 شهور من العام الجاري، شهد سعر الدولار ارتفاعا بنسبة 24.9% مقابل الجنيه خلال عام 2023، بعد أن شهد زيادة حادة على مدار عام (خلال الفترة من مارس 2022 إلى مارس 2023)، وفق البيانات الأرشيفية المنشورة على موقع البنك المركزي.
وارتفع سعر الدولار من 24.77 جنيه في نهاية ديسمبر 2022 إلى 30.94 جنيه حتى نهاية تعاملات البنوك اليوم، وهو المستوى الثابت عليه منذ مارس الماضي.
وأدت عودة البنك المركزي =لانتهاج سياسة سعر صرف مرن للجنيه مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى في مارس 2022- أي رفع يده عن دعم الجنيه- إلى هبوط حاد لقيمة الجنيه، حيث ارتفع سعر الدولار في مقابله خلال فترة عام منذ ذلك الوقت بنحو 96% ليقفز من نحو 15.76 جنيه إلى نحو 30.94 جنيه.
وخلال العام الجاري، شهد شهر يناير الماضي أكبر مرونة لسعر الجنيه مقابل الدولار، حيث قفز الأخير بنحو 5.44 جنيه ليصل من 24.77 جنيه إلى 30.21 جنيه بنهاية الشهر.
واستكمل سعر الدولار ارتفاعه لكن بشكل أقل حدة خلال شهر فبراير الماضي، حيث زاد بنحو 45 قرشا مسجلا 30.66 جنيه بنهاية الشهر، واستمر على نفس النهج خلال مارس، حيث ارتفع بنحو 28 قرشا خلال الشهر ليصل إلى مستوى السعر الحالي، وذلك عندما سجل 30.94 جنيه بنهاية مارس.
وتواجه مصر خلال آخر 22 شهرا ضغوطا من نقص النقد الأجنبي بعد خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة بنحو 22 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الماضي بسبب التبعات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية.
وبسبب قصور النقد الأجنبي في البنوك وارتفاع الطلب، تغولت السوق السوداء لتجارة العملة ليتخطى سعر الدولار حاجز 54 جنيها بزيادة بنحو 23 جنيها عن السعر الرسمي بالبنوك والصرافات.
توقعات بانخفاض جديد للجنيه في 2024
توقعت مؤسسات عالمية عودة مصر إلى خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار خلال الربع الأول من 2024، بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وإعلان صندوق النقد الدولي دراسة رفع قيمة قرض مصر بسبب التبعات السلبية من حرب غزة.
ورجح بنك مورجان ستانلي، أحد البنوك الأمريكية، اتجاه مصر إلى خفض سعر الجنيه مقابل الدولار خلال الربع الأول من العام القادم 2024 إلى 39 جنيها وسط الحديث عن زيادة التمويل المتعدد الأطراف، بما يشجع على التحرك تدريجيا نحو نظام صرف أكثر استدامة.
فيما رفع بنك HSBC، الذي يتخذ من لندن مقرا رئيسيا له، توقعاته لسعر الدولار مقابل الجنيه في الربع الأول من عام 2024، إلى بين 40 و45 جنيها، وذلك مع خفض الجنيه المتوقع، مقابل توقعات سابقة له بمستوى بين 35 و40 جنيها.
وتوقعت مؤسسة "فيتش سوليوشنز"، في تقرير من خلال إدارتها البحثية BMI، أن يسمح البنك المركزي المصري بانخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار، ليرتفع الأخير من مستوى 31 جنيها إلى بين 40 و45 جنيها في الربع الأول من 2024، وفق ما نقلته مواقع إلكترونية في وقت سابق من نوفمبر الماضي.