تطورات الوضع العسكري في أوكرانيا
تطورات الوضع العسكري في أوكرانيا
تشير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن الوضع العسكري في أوكرانيا يشهد تدهورًا ملحوظًا، حيث تتصاعد الهجمات الروسية وتزداد الضغوط على قوات كييف. في تطور ميداني يثير القلق، بدأت القوات الروسية تحقق تقدمًا ملحوظًا في شرق أوكرانيا، حيث تسجل هذه التقدمات أسرع وتيرة منذ بداية الحرب.
تفوق القوات الروسية وأثره
عزت الصحيفة هذا التقدم إلى تفوق روسيا في عنصر حاسم وهو العدد البشري. ومع هذا التقدم، تواجه القوات الأوكرانية تحديات متزايدة، بما في ذلك نقص الأسلحة، والإنخفاض الكبير في أعداد الجنود المدربين، واستمرار الاستنزاف البشري.
استراتيجيات روسيا في الهجمات
تشير التقارير إلى أن القوات الروسية تستغل تفوقها العددي من خلال تنفيذ استراتيجية الهجمات البشرية المستمرة، المدعومة بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة. ويؤكد الجنود الأوكرانيون في الميدان أن الخسائر الروسية كبيرة، إلا أن الهجمات لا تتوقف، مما يؤدي إلى دفع القوات الأوكرانية للتراجع بشكل تدريجي. وقد اقترب تقدم القوات الروسية من بلدة باكروفسك في الشرق، مما يهدد طرق الإمداد الرئيسية، والتي تعتبر شريان الحياة للعمليات العسكرية الأوكرانية.
معاناة الجنود الأوكرانيين
وفي حديثه عن الوضع، وصف فالنتين، أحد الجنود الأوكرانيين في اللواء البحري 35، حالته قائلاً: "تقتل روسياً واحداً، ويظهر اثنان مكانه، كأنهم بلا نهاية". وهذا يعكس الطبيعة الاستنزافية للمرحلة الحالية من الحرب، حيث تستمر القوات الروسية في شن هجمات حتى وإن تكبدت خسائر كبيرة.
نقص الدعم والمعنويات
يعاني الجنود الأوكرانيون أيضاً من نقص حاد في الأسلحة والمعدات، حيث يتحدث العديد منهم عن الإرهاق وضعف المعنويات. يُجبر الجنود على خوض معارك في ظروف صعبة، وأحيانًا دون الحصول على الدعم الكافي من الحكومة. ويعتمدون على متطوعين مدنيين للحصول على المعدات الأساسية مثل الطائرات المسيرة والمركبات.
تحديات التجنيد الحكومي
أفاد أولكسندر، جندي مشاة في اللواء 35، بأن الوضع بالنسبة للمجندين الجدد أصبح أسوأ من أي وقت مضى، موضحًا أن قرار الحكومة بتوسيع دائرة التجنيد جاء متأخرًا جدًا، حيث كانت الوحدات قد استنفدت تمامًا من الأفراد. ورغم أن أوكرانيا قد خفّضت سن التجنيد إلى 25 عامًا، إلا أن العديد من الجنود في الميدان يرون أن هذا التدبير جاء متأخرًا.
الدعم الغربي والتحديات المستقبلية
تتزامن الأزمة العسكرية الأوكرانية مع تراجع الدعم الغربي، خاصة في مجال الأسلحة والذخائر. وقد حذر الجنود الأوكرانيون من أن استمرار هذا التراجع قد يضعف قدرتهم على مواجهة القوات الروسية. وعلى الرغم من أن الدعم العسكري من حلفاء أوكرانيا كان حيويًا منذ بداية الحرب، إلا أن العديد من الجنود بدأوا يشعرون بأن هذا الدعم قد يكون مهددًا في المستقبل.
التحول في الخطاب السياسي الأوكراني
في ظل استمرار الضغوط العسكرية والاقتصادية، بدأ يظهر تحول في الخطاب السياسي الأوكراني. ففي خطاب رأس السنة، أشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى ضرورة الوصول إلى "سلام عادل"، وهو ما يعكس تحولًا في نبرته مقارنةً بدعوته السابقة لهزيمة القوات الروسية واستعادة الأراضي الأوكرانية.
آفاق الحلول الدبلوماسية
قد يجد الرئيس زيلينسكي نفسه مضطراً للبحث عن حل دبلوماسي لإنهاء "المرحلة الساخنة" من الحرب، رغم أن ذلك قد يتطلب تنازلات مؤلمة. ومع تزايد الضغوط، يبدو أن خيارات القيادة الأوكرانية أصبحت أكثر محدودية مع مرور الوقت.
رائحة الصندوق الحلقة 41