عيد "الحانوكا" ذريعة المتطرفين اليهود لاقتحام
كتبت- أسماء البتاكوشي:
في الساعات الماضية تزايدت التحذيرات من احتمالية تفجر الأوضاع في القدس المحتلة، وذلك تزامنًا مع عيد الأنوار اليهودي "الحانوكا"، والذي بدأ هذا العام ليلة الـ7 من ديسمبر الحالي، وسط دعوات من قبل جماعات الهيكل المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى، مستغلين انشغال العالم بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
عيد الأنوار اليهودي "الحانوكا"
هو عيد يهودي برواية تلمودية يحكي عن ثورة المكابيين التي حدثت في الفترة ما بين 160- 167 قبل الميلاد، وتزعم الرواية أن اليهودي "يهوذا المكابي"، هزم الإمبراطور اليوناني "أنطيوخس"، وأعاد تكريس الهيكل اليهودي في القدس.
ويتخذ متطرفون يهود من جماعات تربط نفسها بالهيكل، من الرواية المزعومة، ذريعة لاقتحام المسجد الأقصى، الذي يتعرض لاعتداءات إسرائيلية متواصلة منذ احتلاله في عام 1967.
متى تقام الاحتفالات؟
عيد الأنوار اليهودي المعروف باسم "الحانوكا" هو مناسبة يهودية تستمر لمدة 7 أيام وثماني ليال، وعادة ما تكون في شهر نوفمبر أو ديسمبر، وفي هذا العام بدأت مع أول غروب للشمس، أمس الخميس، وتنتهي مع أول يوم الجمعة 15 ديسمبر 2023.
من أين جاءت جماعات الهيكل المتطرفة ؟
هي مجموعات شكلت حركات دينية يهودية إسرائيلية يمينية متطرفة، تأسس أغلبها إثر نكسة يونيو عام 1967، وتطلق هذه الجماعات على موقع المسجد الأقصى اسم "جبل الهيكل"، لأنهم يعتقدون أنه الموقع الذي يوجد فيه معبدان يهوديان قدیمان دمر آخرهما على يد الرومان منذ حوالي 2000 عام بحسب الرواية اليهودية.
وهناك ما يزيد عن 60 جماعة متطرفة ذات أسماء مختلفة كلها ترتبط بالهيكل، ومن أشهرها حماة الهيكل، وأبناء الهيكل وحراس الهيكل، وبناة الهيكل..إلخ.
وتصاعد النفوذ البرلماني لجماعات الهيكل في الكنيست الإسرائيلي بشكل كبير، وبحلول عام 2003 بدأ اقتحام اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى بقرار قضائي، ومنذ ذلك الحين بدؤوا يعولون على تحقيق التقدم بشكل تدريجي، فانطلقوا بالاقتحامات الفردية ثم الجماعية عام 2006، حتى وصل الحال الآن إلى تأدية صلوات تلمودية علانية في ساحات المسجد أثناء الاقتحامات.
أهداف جماعات الهيكل قصيرة المدى
حسب تقرير مؤسسة القدس الدولية، تخطط هذه الجماعات لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا وزمانيًا.
التقسيم المكاني يكون عبر الاستيلاء على منطقتين: الأولى في الجهة الغربية أمام باب المغاربة قرب حائط البراق الذي يقيم عنده اليهود طقوسهم التلمودية، بذريعة أنه حائط المبكى، والمنطقة الثانية تقع في الجهة الشرقية لجهة مقبرة باب الرحمة التي تقع قبالة قبة الصخرة، ويؤدي المقتحمون اليهود عندها أيضا بعض الطقوس.
التقسيم الزماني يعتمد على : تخصيص كل أيام السبت وكل أيام الأعياد اليهودية لاقتحام المسجد الأقصى، أي ما مجموعه 150 يوما في السنة، إضافة لساعات الصباح من 7:30 إلى 11 صباحا من كل يوم.
أهداف جماعات الهيكل بعيدة المدى
منذ 34 عامًا يقوم معهد الهيكل المقدس، بالتحضير لإعادة بناء الهيكل المقدس وتجديد الخدمة الإلهية، إذ حصلوا على تصميمات معمارية مفضلة لما يبدو عليه المعبد.
وتتلقى جماعات الهيكل دعمًا ماليًا من الحكومة الإسرائيلية، وجمعيات خيرية في الولايات المتحدة، وكندا وبريطانيا، حتى إنهم عرضوا في السنوات الماضية مكافآت مالية، على اليهود الذين يتمكنوا من دخول حرم الأقصى أو يذبحون حيوانات هناك.
ويعد ذلك جزءًا من الطقوس اليهودية في الهيكل الأصلي، إلى حدود بداية عام 2000 كان عدد اليهود الإسرائيليين الذين دخلوا الحرم القدسي صغير جدًا ربما بضع عشرات في السنة، ولكن بعدما أصبحت حركة جبل الهيكل التوجه السائد، ارتفع هذا العدد إلى عشرات الآلاف سنويا.
تشكلت أغلب هذه الجماعات المتطرفة بعد احتلال القدس الشرقية عام 1967، وهي تصرح علانية بأن هدفها الأساسي هو هدم المسجد الأقصى وبناء المعبد / الهيكل اليهودي الثالث مكانه.
دعوات لاقتحام الأقصى عشية عيد "الحانوكا"
دعت جماعات الهيكل المتطرفة أنصارها إلى اقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة ليلة الخميس 7 ديسمبر 2023، لإحياء عيد الأنوار "الحانوكا"، ولتحقيق تلك الغاية تنظم مسيرة حصلت على موافقة السلطات الإسرائيلية، بدأت أمس الخميس 7 ديسمبر في الساعة: 7:30 مساء، وتمر من باب العامود - أحد أبواب سور القدس وتنتهي في حائط البراق الإضاءة شمعدان "الحانوكا" غربي المسجد الأقصى.
بالتزامن مع تلك الدعوات، تجددت المطالب الإسرائيلية بإنهاء وصاية الأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى وضرورة السيطرة اليهودية الكاملة على القدس والأقصى.