عمليات دفن جماعي في الفاشر بدارفور
في تطور مقلق للغاية، أظهرت صور أقمار اصطناعية تم تحليلها اليوم الأربعاء، دليلاً على وجود عمليات دفن جماعي في مدينة الفاشر بإقليم دارفور في السودان. هذا الحدث يأتي بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على المدينة، مما يثير مزيداً من المخاوف حول حجم العنف والمعاناة الإنسانية التي شهدتها المنطقة.
الوضع في الفاشر
تستمر الحرب المستعرة في السودان منذ عامين، رغم تصاعد الغضب الدولي ونداءات المجتمع الدولي للتدخل. وقد أفادت التقارير الواردة من وسائل الإعلام المحلية ومن الأمم المتحدة أن غارة بطائرات مسيرة استهدفت جنازة في مدينة الأبيض، مما أسفر عن مقتل 40 شخصاً على الأقل، مما يزيد من عمق المأساة الإنسانية في البلاد.
تحليل الصور
قام مختبر الأبحاث الإنسانية للصحة العامة بجامعة ييل بتحليل الصور التي التقطتها شركة فانتور المتخصصة في التصوير. هذه الصور، التي تم الحصول عليها من مصدر موثوق، تُظهر ما يبدو أنها مقابر جماعية تُحفر ثم تُدفن في موقعين مختلفين في المدينة. أحد هذه المواقع يقع بالقرب من مسجد شمال المستشفى السعودي، حيث تشير التقارير إلى أنه قد تم قتل نحو 460 شخصاً، بينما الموقع الآخر قريب من مستشفى سابق للأطفال، الذي تم استخدامه كسجن من قبل قوات الدعم السريع.
التحقيقات والنتائج
وذكر الباحثون في التقرير أنه "استناداً إلى أبعاد المقبرتين الجماعيتين المحتملتين، لا يمكن تحديد العدد الدقيق للجثث المدفونة، حيث يقوم القائمون على عمليات الدفن عادةً بوضع الجثث فوق بعضها البعض".
صور إضافية
كما حصلت وكالة أسوشيتد برس (أ ب) على صور إضافية من شركة فانتور، والتي تتطابق تفاصيلها مع ما ورد في تقرير مختبر جامعة ييل حول الموقعين. بالإضافة إلى ذلك، حصلت الوكالة أيضاً على صور أقمار صناعية من شركة "بلانيت لابس بي بي سي"، التي أظهرت وجود تربة بألوان مختلفة في كلا الموقعين، مما يشير عادةً إلى عمليات حفر وإعادة ردم.
هذه الأحداث المأساوية في الفاشر تعكس الوضع الحرج الذي يعيشه سكان دارفور، وتستدعي اهتماماً عاجلاً من المجتمع الدولي لوضع حد لعجلة العنف والمآسي الإنسانية.
زهور الدم الحلقة 566
