"فوضى المنصات الإعلامية" في ندوة بمكتبة
الإسكندرية - محمد البدري:
قال الدكتور خالد عمر بن ققه، الأستاذ السابق بجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران، إن المدن العربية شهدت تغيرات خلال السنوات الماضية بسبب تأثير المنصات الإعلامية الجديدة وتحولها إلى النمط الاستهلاكي.
وأضاف أن الحديث عبر المنصات الإعلامية الجديدة يمكن تقسيمه إلى ثلاث فئات هي فئة اللغو غير الجدي ويتميز أصحابه بعدم المعرفة، والفئة الثانية هي التي تسعى إلى تغيير مفاهيم المدينة الموجودة، في حين تركز الفئة الثالثة على اختراق دوائر الخوف من بطش الإعلام وتوحشه.
جاء ذلك خلال ندوة عقدتها مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، بعنوان "المدن العربية وفوضى المنصات الإعلامية.. صراع أزمنة ثلاثة"، ضمن سلسلة محاضرات العلوم الاجتماعية في عالم متغير، بمشاركة الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور خالد عمر بن ققه، الكاتب والباحث والأستاذ السابق بجامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران.
كما تحدث عن 6 مدن عربية تعرضت لتغيرات كبيرة في بينتها الثقافية رغم ما كانت تشكله من خصوصية كبيرة في ماضيها وتحولها إلى الأنماط الاستهلاكية، وهي الإسكندرية والقاهرة والجزائر وبغداد والقدس ومكة، مشيرًا إلى أن الإنسان الذي يعيش في المدن الكبيرة الآن يتأثر كثيرًا بالنمط الاستهلاكي القائم على الترفيه، وأصبح فريسة لهذا النمط ودواماته.
وتسائل عن الأسباب التي دفعت هذه المدن إلى عدم المحافظة على قيمها وروحها وتأثرت بالعولمة وأصبحت تلبي حاجات الاستهلاك على حساب تاريخها.
وقدم الكاتب مقترحات حول التعامل مع هذه الظواهر الجديدة والتي تتمثل في الاعتراف بهذا العالم الجديد والتعامل معه، فضلًا عن فتح نقاشات جادة بين المتخصصين وعموم الناس حول خصوصية وهوية المدن العربية.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد زايد، استمرار سلسلة المحاضرات التي تناقش القضايا الاجتماعية والفكرية، في إطار دور مكتبة الإسكندرية الثقافي الرائد في المنطقة، لافتًا إلى أنه من المقرر أن يصدر كتابًا هذا العام يجمع نتاج هذه النقاشات، على أن تقوم المكتبة بدعوة المهتمين بالسوسيولوجيا لعقد لقاءات مماثلة خلال العام المقبل.