"قعدة روف".. مساحة حكي آمنة لسيدات الصعيد
كتبت- هبة خميس:
حلم ظل يراودها لسنوات، كانت بدايته حين درست منار عبدالحميد، علم النفس، وأصبحت أخصائية نفسية، وشعرت بضرورة أن تكون هناك مساحة آمنة لنساء صعيد مصر، يحكين فيها عن مشكلاتهن، ويكتسبن فيه خبرة حياتية كبيرة.
تخرجت منار في عام 2007، وتطوعت في جمعيات التنمية المجتمعية في مدينة أسيوط، حيث نشأت وعاشت، واعتادت تقديم الدعم النفسي للسيدات في الأسر الفقيرة، ممن يعانين ضغطا ماديا واجتماعيا مستمرا.
"في مجالنا فيه اختيارات كتيرة قصادنا، ناس بتتشغل في العيادات وناس بتشتغل مع أطفال لكن أنا حبيت أقدم الدعم النفسي للناس بحيث أساعدهم في مواجهة صعوبات الحياة اللي بتواجههم" تحكي منار التي انضمت إلى منظمة يونيسيف، في خدمة تطوعية للإرشاد النفسي والمهني، وخدمات للطالبات، لاكتشاف وتطوير مهاراتهن.
"في المشاريع دي كنت مهتمة طول الوقت بتقديم الدعم للمرأة وهي الطرف المضغوط عليه في كتير من الوقت في المجتمع، والأطفال اللي هما بيتعرضوا لانتهاك حقوقهم كأطفال في البيئات دي" قالتها منار التي عملت لمدة ستة أعوام مع هيئة "تيرديزوم" السويسرية في الصعيد لتقديم الدعم لأطفال دور الأحداث من سن 12 حتى 18 عاما، وتقديم رعاية لاحقة للطفل من خلال مساعدته في دراسته أو البحث عن فرص عمل مناسبة له مع الانخراط في الأنشطة التي تقدمها الهيئة.
عقب كل تلك الأعوام منذ تخرجها وحتى عام مضى، ظل حلم منار، مكان يخصها لتقديم ما تحبه في عملها وهو تقديم الدعم للسيدات بشكل حر، لذلك قررت أن تفتتح مكانا يقدم فعالية تسمى "قعدة روف" وهو متخصص في العمل مع السيدات حيث تجد دائما على مواقع التواصل الاجتماعي، يشتكين ويحكين همومهن بخلاف الرجال.
فكرت منار في أن تلك المساحة التي استلهمت اسمها من المرأة قديما حينما كانت تنتهي من أعمال المنزل ويخرج زوجها، وتتحرك لتجلس في أعلى البيت مع جيرانها ليتشاركن الحكي معا ويتناولن الشاي والقهوة "الاسم له علاقة بالستات نفسهم لأنهم بيعرفوا يقعدوا قعدات مع بعض ويحكوا، وبسبب دة عملت قعدة روف وهي فعالية بعملها شبيهة بالجروب ثيرابي لكن فيها أنشطة للمشاركات".
بدأت منار تلك الفعالية منذ شهور، والإعلان عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتستضيف خبراء في أمور مختلفة، ليقوموا بتدريب النساء والأطفال، ويحضر للفعاليات نحو 70 سيدة، في فعالية شهرية مع تغيير المكان أحيانا لكسر الملل.
تعتبر منار أن المميز في تلك الفعالية، الاستعانة بالمتخصصين، ومساعدتهم في حل مشكلات السيدات، وهو أمر بالغ الأهمية بحسب منار، التي تؤمن بأن الجانب النفسي ليس رفاهية في حكاية الأشخاص.