-

جريمة كوبري الساحل.. مقابلة "الغدر" تكتب الفصل

جريمة كوبري الساحل.. مقابلة
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة


كتب ـ رمضان يونس:
الثانية عشر ليلاً، بينما غلب النعاس "عادل" بعد يوم عمل شاق في سوق الخضار بأكتوبر، تلقى مكالمة هاتفية، يخبره المتصل أن شقيقه "عمر" غرق في مياه النيل أسفل كوبري الساحل حال جلوسه مع صديق عمره "عوكل" دون داع.
مع مغيب شمس الخميس الماضي، انتهى عمل "عمر" 16 سنة وشقيقه "عادل" مع والدهما في سوق الجملة "الخضار"، بينما في العاشرة مساءًا طلب من والده "صابر" هاتفه المحمول لخروجه مع صديقيه "عوكل ومروان" إلى كوبري الساحل كعادته نهاية كل أسبوع، عقب عودته من عمله بعد أن تناول وجبة العشاء مع أسرته: "جم خدوه من البيت .. عشان يقتلوه" يقولها أبو عبد الله.
نحو 5 ساعات قضاها الطفل "عمر" مع أصدقائه على حافة نيل إمبابة وكوبري الساحل، حتى أن صديقه "عوكل" تشابك مع 5 شبان أعلى كوبري النيل على مرأى ومسمع الجميع كون الأخير على سابق خلاف قبل عام ونصف مضى حتى تجدد الخلاف بينهما حينما تقابلا على الكورنيش.
كان لزاما على "عمر" أن يتدخل لفض العراك بين صديقه "عوكل" وأعدائه "كانوا 6 على واحد"، ما دفع الثاني للهروب "صاحب المشكلة ساب كريم ابن أخويا وهرب"، حينها تعدى الطرف الثاني على الطفل وألقوا في مياه النيل حتى غرق لعدم قدرته على السباحة، انتقامًا منهم للدفاع عن صديقه.
رحلة بحث مضنية من فرق الإنقاذ النهري والصيادين استمرت قرابة 72 ساعة حتى عثروا على الجثمان على أطراف قرية نكلا بمنشأة القناطر " لقينا ابن أخويا الساعة 9 الصبح".
داخل حارة ضيقة في حي إمبابة، تجلس أم "عمر" أمام المنزل وسط النسوة المعزيات، لم تتمالك على اعصابها، تصرخ على ابنها الذي قُتل غدراً بعلو صوتها: "كان بيخرج يساعد ابوه.. بطل من التعليم عشان يشتغل" تنتظر السيدة الأربعينية قرار النيابة بدفن الجثمان:"عايزة ادفن ابني عشان ارتاح وقلبي يبرد شوية.. ضنايا مات وتليفون ابوه معاه"، تطالب الأم المكلومة القصاص من الجناة :"الإعدام مش هيكفيني .. زي ما قتلوا ابني يتعدموا في ميدان عام".
بدورها؛ ألقت أجهزة الأمن بالجيزة، القبض على 5 متهمين تورطوا في قتل الطفل "عمر" وإلقاء جثمانه في مياه النيل أسفل كوبري الساحل، فيما تجري النيابة العامة تحقيقاتها مع الجناة، قبل عرض المجني عليه على مصلحة الطب الشرعي لإعداد تقرير وافٍ عن ملابسات الجريمة وكيفية حدوثها، من ثم استخراج تصريح الوفاة.