-

المرصد الأورومتوسطي يدين سياسة "تكميم الأفواه"

المرصد الأورومتوسطي يدين سياسة
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

جنيف - (د ب أ)

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، عن بالغ قلقه وإدانته لتصاعد "حملة تكميم الأفواه وفرض نهج القمع وترهيب الأصوات المناصرة للفلسطينيين والمنتقدة لإسرائيل في فرنسا، بما ينطوي عليه من انتهاك صارخ للحق في حرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي".

وقال المرصد، ومقره بجنيف، في بيان صحفي نشره على موقعه الإلكتروني، إنه رصد خلال الأيام الماضية "زيادة حدة القمع الرسمي والمؤسسي ضد طلبة الجامعات الفرنسية المتظاهرين سلمياً ضد حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، في وقت شملت أشكال الترهيب الممارسة استهداف شخصيات سياسية مناصرة لفلسطين من قبل الحكومة الفرنسية".

وأبرز قيام الشرطة بفض اعتصام طلابي داخل ساحة جامعة "السوربون" في العاصمة باريس "عنوة" يوم 29 أبريل، وإزالة خيام الاحتجاج على "استمرار جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي".

ووثق المرصد شهادات طلبة من الجامعة أفادوا فيها بسلمية حراكهم الاحتجاجي للتضامن مع الفلسطينيين وسعيهم لزيادة الوعي بما يحدث من إبادة جماعية في غزة، إلا أن الشرطة فضت فعالياتهم بالقوة وأسقطت الخيام، وتعاملت مع العديد منهم بعنف بما في ذلك سحبهم على الأرض مما شكل صدمة لهم، بحسب المرصد.

واطلع المرصد على مقاطع فيديو توثق تعرض اثنين من الطلاب للسحب والاعتداء الجسدي من قبل عناصر الشرطة الفرنسية، علما أنه في اليوم نفسه أغلقت إدارة الجامعة المباني خلال الاحتجاجات السلمية، بينما ردد الطلاب شعارات منها "فلسطين الحرة"، وأخرى تدعو إدارة الجامعة إلى إدانة إسرائيل.

وبررت الشرطة الفرنسية فض الاعتصام داخل جامعة السوربون بأنه تم بناءً على طلب من سلطات الجامعة، فيما رفضت التعليق على مشاهد دخول عناصرها وتطويقهم الخيام التي أقامها الطلاب، ثم قيامهم بسحب الطلاب بالقوة من الخيام وإخراجهم من الجامعة.

ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى صورة أخرى للقمع والترهيب تمثلت في استدعاء الشرطة الفرنسية "ماتيلد بانو" وهي زعيمة حزب يساري فرنسي ورئيسة كتلة برلمانية، وذلك بتهمة "تبرير الإرهاب".

وصرحت بانو بأن هذه هي المرة الأولى في تاريخ فرنسا الحديث التي يتم فيها استدعاء رئيس كتلة برلمانية "لأسباب بهذه الخطورة"، محذرة من الاستغلال الخطير للعدالة بهدف القمع السياسي ومنع الحريات العامة.

من جهته انتقد حزب فرنسا الأبية، الذي يعتبر حاليا أقوى قوة سياسية يسارية في فرنسا، ما اعتبره تآكلا لحرية الحق في الرأي والتعبير فيما يتعلق بإدانة ارتكاب إسرائيل "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الحكومة الفرنسية بكف يدها عن المتظاهرين والأصوات المناصرة للفلسطينيين ووقف حملة الملاحقة والاضطهاد ضدهم وضمان احترام كامل حقوقهم المدنية والحريات العامة والحق في التظاهر السلمي.