أول خطوة بشرية نحو استعمار المريخ.. الأكسجين
في إطار محاولات العلماء تأمين احتمالات انتقال البشر للحياة خارج الأرض، نجح روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي، في إنتاج الإكسجين باستخدام أجزاء من نيزك مريخي.
وحسب ورقة بحثية في مجلة "نيتشر"، فإن نجاح التجربة يعزز فرص إرسال المهمات المأهولة إلى الفضاء.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن ناشري الدراسة، أن الأمر "كان سيستغرق نحو 2000 عام من العمل البشري للوصول إلى نفس النتيجة التي توصل إليها الروبوت".
واستخدم الروبوت أجزاء الصخور من النيزك كعامل محفز لإنتاج الأكسجين من الماء، ضمن عمل فريق باحثين من جامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة هيفي شرقي الصين.
وقال أستاذ علم الأحياء الفلكي بجامعة إدنبرة، تشارلز كوكيل، الذي لم يشارك في البحث "هذا مثال مذهل حول كيفية إرسال بشر آليين إلى المريخ، واستخلاص معادن يمكنها تحفيز عملية إنتاج الأكسجين من الجليد المريخي المتوفر بكثرة، ما يجعل من الممكن لنا بناء حياة مستدامة".
وحدد الباحثون للروبوت مهمة صناعة مواد قادرة على إنتاج الأكسجين من مصادر مائية، والتي تم تحديد وجودها من قبل على المريخ، وقدموا له 5 عينات مختلفة لاستخدامها من أجل تصميم عامل محفز.
وحلل الروبوت في 6 أسابيع، 243 بيانات تجريبية، وحوالي 30 ألف عملية محاكاة نظرية، بهدف اختيار عامل محفز قابل للاستخدام من بين أكثر من 3.7 مليون احتمال.
وأجريت التجربة بنجاح في درجات حرارة مشابهة لدرجة حرارة المريخ، التي تصل إلى 37 تحت الصفر. كما أجريت عن بعد، في أعقاب إنشاء مختبرات مشابهة في 3 مدن صينية، تفصلها مئات الكيلومترات.
وأظهر مقطع فيديو للروبوت الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، وهو يتحرك بشكل منفرد لإجراء الاختبارات اللازمة لإنتاج الأكسجين.
وقال أستاذ التكنولوجيا الكهروكيميائية بجامعة جلاسكو، مارك سايمس: "هذا ما سنحتاجه لو كنا نفكر في استعمار المريخ. سنحتاج أدوات بغض النظر عن المكان الذي سنعيش فيه، وسنحصل عليها باستخدام الكيمياء".