-

أخطاء الزوج في التعامل مع زوجته

أخطاء الزوج في التعامل مع زوجته
(اخر تعديل 2025-10-26 20:16:36 )
بواسطة

أخطاء الزوج في التعامل مع زوجته

في حادثة مؤسفة، تلقت الداعية الدكتورة روحية مصطفى، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، رسالة من امرأة تتحدث عن نزاع وقع بينها وبين زوجها. فقد اعترضت الزوجة على إفشاء أسرار حياتهم الزوجية لأهل زوجها، مما أثار غضب الزوج ليهددها بالطلاق. في لحظة انفعال، قال لها: "عليَّ الطلاق منكِ ما انتِ داخلة عند أمك تاني"، ثم أكد في حالة من الغضب الشديد: "هي كده طالق مني بالثلاثة". بعد ذلك، قام بإخراجها من بيت الزوجية ومنع عنها النفقة، رغم وجود طفل بينهما. وقد أكدت الزوجة أنه سبق للزوج أن طلقها ثم كفّر عن ذلك. فما هي حكم الألفاظ التي تلفظ بها الزوج؟ وهل تُعد طلاقًا واقعًا؟ وما حكم منعه زوجته من أهلها وإخراجها من بيتها؟

أخطاء الزوج

في ردها على هذا السؤال، أوضحت الدكتورة روحية مصطفى أن الزوج أخطأ في ثلاثة أمور رئيسية، والتي تم توضيحها عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، وهي:

الأمر الأول: منع الزوجة من التواصل مع أهلها

كان ينبغي على الزوج أن يتعامل بحكمة بدلاً من تهديد زوجته بالطلاق على أساس منعها من أهلها. كان من الأفضل له أن يكتفي باليمين إن اضطر لذلك، وأن يسعى للتصالح بدلاً من قطع صلة الرحم. فصلة الرحم واجبة، وقطعها معصية، كما قال الله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) (سورة محمد: الآية 22). وبالتالي، فإن منعها من أهلها ليس حلاً بل يزيد من التوتر والخصام.

على الجانب الآخر، يجب أن تتحلى الزوجة بالعقل والحكمة، وأن تسعى للحفاظ على أسرتها دون أن تجعل صلة رحمها مدخلاً للخصومة، بل عليها أن توفق بين حقوق الزوج وحقوق أسرتها بطريقة ترضي الله سبحانه وتعالى.

الأمر الثاني: إخراج الزوجة من بيت الزوجية

إخراج الزوجة مع طفلها من بيت الزوجية يعد مخالفة صريحة لقوله تعالى: (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ) (سورة الطلاق: الآية 1). كما أن منع النفقة عن الزوجة يتسبب في إيذاء لها ولطفلها، وهو أمر يتعارض مع الحقوق الشرعية.

إذا استمر الزوج في منعها من النفقة أو من بيت الزوجية، يحق لها اللجوء إلى القضاء الشرعي للمطالبة بحقوقها وحقوق طفلها، حيث إن الشرع كفل للزوجة وطفلها حق السكن والنفقة.

الأمر الثالث: إفشاء أسرار الحياة الزوجية

نقل الزوج لخصوصيات بيت الزوجية إلى أهله يعد خطأً كبيرًا يهدد استقرار العلاقة. فقد نهى النبي ﷺ عن إفشاء أسرار البيوت، واعتبر ذلك خيانة للأمانة. قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ الرَّجَلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا" (رواه مسلم).

الزواج هو ميثاق غليظ يقوم على الوفاء والستر، ولا يجوز أن تكون أسرار البيت معروفة للأهل أو الأصدقاء، حيث أن ذلك يفسد العلاقة ويشوه صورتها التي يجب أن تكون مبنية على المودة والرحمة.

ماذا عن الطلاق؟

أما بالنسبة لقوله: "هي كده طالق مني بالثلاثة"، فهذا ليس بلفظ صريح للطلاق، بل هو إخبار يحتمل الصدق والكذب. الطلاق لا يقع إلا بلفظ صريح ونيّة واضحة. وبشأن ما ذكرته الزوجة عن وقوع طلاق سابق ثم كفّر عنه الزوج، فإن الطلاق لا كفارة فيه، لأنه ليس يمينًا، بل هو حل للعقد. وبالتالي، ما صدر عن الزوج من كلام لا يمكن اعتباره طلاقًا واقعًا.

لذا، بناءً على ما سبق، لم يثبت في هذه الواقعة إلا طلقة واحدة سابقة، وهو ما أقرّت به الزوجة والزوج معًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

اقرأ أيضاً:
الزوجة الأخرى الحلقة 37

عالم أزهري يرد على التشكيك في الخلع بقرار القاضي بحجة أن الزوج لم يطلق

أمين الفتوى يوضح مواصفات الحجاب الشرعي: الشكل قد يختلف والهدف تحقيق ستر