-

عودة 2623 مصرياً من غزة.. وزيرة الهجرة تكشف

عودة 2623 مصرياً من غزة.. وزيرة الهجرة تكشف
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- إسلام لطفي:

تصوير- نادر نبيل:

قالت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، إنَّ الوزارة والسلطات المصرية قدَّمت العديد من الجهود لمساعدة المصريين في غزة وعودتهم إلى مصر، من خلال تلقي الاستغاثات وتحديد مواقعهم بدقة، عبر خلية الأزمة المنعقدة بشكلٍ دائم في وزارة الهجرة.

وأضافت في حوار لـ"مصراوي" ينشر الجزء الثاني منه لاحقًا، أنَّ مصر أنقذت 30 كنديًّا من أصول مصرية وساعدت على إعادتهم إلى كندا، في الوقت الذي لم تستطع كندا فعل أي شيء تجاههم، رغم حصولهم على جنسيتها.

كما كشفت عن التفاصيل الكاملة الخاصة بتطبيق "المصريين بالخارج" الذي تستعد الوزارة إلى إطلاقه قريبًا، مؤكدةً أنه يقدم العديد من المزايا ويوفر الوقت والجهد على مستخدميه.

وأشارت إلى أن وزارة الهجرة تُقدِّم العديد من الخدمات والمبادرات التي تخدم المصريين في الخارج وفي الوقت ذاته تفيد الحكومة عن طريق توفير الدولار؛ وإلى نص الحوار..

• الهيئة العامة للاستعلامات أعلنت مؤخرًا عودة ٢٦٢٣ مصريًّا من غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي حتى الآن.. كيف كانت تتعامل معهم وزارة الهجرة وتساعدهم في أثناء وجودهم في فلسطين؟

- حتى نُحدِّد في وزارة الهجرة مناطق وجود المصريين في غزة بدقة، كنا نتلقى بشكلٍ منتظم استغاثات ورسائل منهم أو من أقاربهم في مصر، وكُنا نحصر عدد كل المصريين الموجودين بقدر الإمكان ونسعى منذ أول دقيقة أن نُخرِجهم من أماكن وجودهم، خصوصًا بعد زيادة القصف بشكلٍ فيه نوع من الاستحالة أن يتوقف وعندما يتوقف تكون هناك مخاوف على حياة المصريين مثلما توجد مخاوف على الفلسطينيين والموجودين منهم في غزة بشكلٍ خاص.

وحرصنا على التعامل فورًا مع المصريين والاستغاثات، والتي لم تكن فقط من المصريين وبل كانت أيضًا من أقارب الفلسطينيين الموجودين في مصر، ويُحاولون بقدر الإمكان الخروج من القطاع لإنقاذ حياتهم سواء اللجوء إلى مصر للسكن مع أقاربهم أو العبور عبر مصر إلى دول أخرى، وبعضهم ذهب إلى أستراليا وآخرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وغيرها.

وكنا على تواصل مع جميع الموجودين في غزة، وكانت الاستغاثات تلقى اهتمامًا وأولوية بشكلٍ أو بآخر من خلال خلية الأزمة المنعقدة بشكلٍ دائم في وزارة الهجرة، حتى تتعامل مع نوع من أنواع النزاعات أو الكوارث التي يُلاقيها أبنائنا من المصريين في الخارج.

ونحاول حَصْر العدد والتواصل معهم، لأن التواصل معهم لم يكن بالأمر السهل أخذًا في الاعتبار أنَّهم أحيانًا يختبئون في أسفل العقارات ولا يوجد أي نوع من الاتصال إلَّا إذا خرج بعيدًا عن كل هذه الأحداث وهي عملية ليست بالسهلة، بجانب أن الأحداث تجعل الاتصال مستحيلًا.

وهذا التواصل أدى إلى جمع كل القوائم وإرسالها أولًا بأول مع وزارة الخارجية التي فتحنا معها خطًّا مباشرًا وسريعًا ومتصلًا بشكلٍ أو بآخر على مدار الساعة، وكنُا نتواصل مع سفارتنا سواء في تل أبيب أو رام الله، في حالة توفر القدرة على المساعدة والتدخل بشكلٍ أو بآخر.

وهذا حدث أيضًا مع 30 كنديًّا من أصولٍ مصريَّة، كانوا موجودين في القدس واستغاثوا بوزارة الهجرة بسبب القصف وحاولوا الاستغاثة بالسفارة الكندية، إلَّا أنّها لم تستطع التصرف أو تقديم أي شيء لهم، والأوضاع صعبة جدًا ولم يكن لديهم إمكانيات لمساعدة الآخرين حتى مساعدة أنفسهم كانت الأمور صعبة بالنسبة لهم.

وفور تواصل هؤلاء الـ30 كنديًّا معنا اتصلنا بوزارة الخارجية وسفيرينا في تل أبيب ورام الله.

وسفيرنا في تل أبيب قدَّم دورًا عظيمًا، لأنه غيَّر الأمور كلها حتى يُنقذ هؤلاء وكان معظمهم من كبار السن ولكن بينهم شباب.

وغيَّر لهم تذاكر الطيران، من أجل الخروج مباشرةً عن طريق أتوبيسات عن طريق الأردن ثمَّ مباشرة إلى مصر ومنها العودة إلى كندا.

والمصريون الذين أُنقذوا "يحكوا ويتحاكوا" على الدور العظيم الذي قدَّمته مصر، وظهروا عبر البرامج الفضائية في كندا ويتحدثون عن الدور الفاخر الذي قدمته السلطات المصرية بمجرد التأكد من أنَّهم مصريون من خلال بطاقات الهوية وجواز السفر.

واتخذنا فورًا اللازم من أجل إنقاذهم و"هما في كندا مش مصدقين نفسهم أن اتكتب لهم حياة جديدة بسبب مصر"، على الرغم من أنهم حصلوا على الجنسية الكندية، إلَّا أنَّ التي استطاعت أن تقدم لهم هذا الفارق، هي الدولة الأم وليست الحديثة التي انتموا لها بالجنسية الجديدة.

• العديد من التصريحات تصدر عن المسئولين بتأكيد انخفاض تحويلات المصريين بالخارج ما سبَّب تدفقًا أقل لمصر من الدولار.. لكن ما هي الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هذا الانخفاض؟

- كثير من الأسباب التي تجمَّعت في التوقيت ذاته، منها أنَّ العالم أجمع يمر بأزمات متلاحقة وبدأت بكوفيد- 19، ثم أزمات إثر زلازل وأعاصير في دول مختلفة والحرب الأوكرانية الروسية، التي أدت إلى حدوث أزمة طاقة والتي بدورها أدت إلى ازمة اقتصادية عالمية، وفي ظل وجودها اشتعلت الحرب في السودان والآن القصف في غزة، والأوضاع غير الآدمية الموجودة هناك.

ونتحدث عن أزمات طاحنة لحقت بالعالم، والمواطنون لا يستطيعون مواكبة كل هذه الأزمات والخروج منها، خصوصًا الاقتصادية العالمية منها، التي أدت إلى خوف الجميع على الأموال أو المدخر من رواتبهم وكلٌ يُريد الاحتفاظ بأمواله.

والمصريون عندما يواجهون أي نوع من أنواع الأزمات سواء كانوا في الداخل أو الخارج يسلكون الطريقة ذاتها، حيث إن المصري حريص على أن يحتفظ بماله معه ولا يضعها في أي مكان آخر.

فالوضع والمسرح العالمي أثَّر كثيرًا جدًا ولا يُمكن أن نُنكر أن وجود سعرين للصرف ما بين الرسمي والآخر في السوق السوداء، ساعد على وجود حالة تردد لدى المصريين بالخارج.

• إذن.. كيف واجهت وزارة الهجرة هذه الأزمة لتعويض انخفاض التحويلات من الدولار؟

- كان علينا أن نتحرَّك عندما وجدنا هذا الوضع، لأنه لا يوجد شخص يخشى من الغد أو من وضع عالمي نقول له ألَّا يخاف، والحكومة المصرية بشكل عام تتفهم وجود هذه المخاوف لدى أي مصري سواء في الداخل أو الخارج.

ولكن نعلم أن كل مصري وخصوصًا من في الخارج منهم، لهم احتياجات وفي كل الأحوال سيكونوا حريصين على تحويل الأموال للحصول على الخدمات التي يحتاجونها.

ولا يُمكن إجبار أحد على طريقة استخدام أمواله الشخصية، فكل فرد له الحرية في ذلك، ودرسنا في وزارة الهجرة احتياجات المصريين في الخارج، ووجدنا أن المصري بالخارج عندما يعود إلى وطنه يكون حريصًا على تحويل أمواله حتى يشتري سيارة أو سكن أو يشتري قطعة أرض للاستثمار أو يشتري شهادات ادخار أو شراء تذكرة طيران.. ومن هنا حاولنا بقدر الإمكان أن نضع فرص بديلة للتحويل.

• وما هي الفرص البديلة التي وفرتها وزارة الهجرة لتوفير الدولار وخدمة المصريين بالخارج؟

- وفرنا العديد من المبادرات وكان من بينها "معاشك بكره بالدولار"، التي نظمناها بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية وشركة مصر للتأمين على الحياة والبنك الأهلي المصري.

وكل هذه الميزات والخدمات كانت مطالب للمصريين، أعربوا عنها خلال مؤتمر "المصريين بالخارج" وصدرت في شكل توصيات.. وكل دورنا أننا نفذنا ذلك ومن خلال التنفيذ ننفع المصريين في الخارج وأيضًا نحقق فائدة بالنسبة للدولة والحكومة المصرية حتى نخلق الربح للجميع.

ويوجد العديد من الأوعية التي اتفقنا من أجلها مع هيئة التأمينات والمعاشات بالنسبة للمصريين في الخارج، ويمكنهم دفع الوعاء التأميني والمعاش الذي يُريدونه مع الهيئة من خلال المنصة الخاصة بهم من الخارج.

وهناك الكثير من الوسائل البديلة، وأحد أهم المشروعات التي وضعناها وسعينا فيها، تنفيذًا لتوصية المصريين في الخارج، هي شركة استثمار المصريين في الخارج، وكانت من أهم المشروعات التي عملنا عليها ومثلها مثل مبادرة السيارات دون جمارك.

وكانت بتوصية من مؤتمر المصريين بالخاج وكان الهدف هو إنشاء شركة يستطيع المصري في الخارج من خلالها أن يستثمر في بلده وتقديم العديد من المشروعات، وهي شركة خاصة.

ونظَّمنا كل الاجتماعات مع كل المؤسسات سواء الوطنية أو جاليات المصريين بالخارج، من أجل التحقق مما هو مطلوب من أجل إنشاء هذه الشركة.

والدولة ليست جزء من هذه الشركة، وهي خاصة تمامًا برأس مال طموح يصل إلى مليار دولار، وعدد المؤسسين 10 أفراد، ويدفع كل منهم 100 مليون دولار، وبدأوا في دفع 10% مصروفات مبدئية خاصة بالإجراءات التنفيذية الخاصة بالبناء، وسيدفعون باقي هذه الأموال في رأس مال الشركة، إذ إن كل منهم يؤسس لشركة مماثلة للشركة التي نجح فيها.

ومنهم ناجحون في مجال الزراعة والتصدير والاستيراد والتصنيع الإلكتروني والاتصالات والطاقة الخضراء والجديدة والمتجددة والسياحة والكثير من المجالات.

وهم متحمسون لكل مشروع جديد مثل بروتوكول التعاون مع بنك مصر أو المركز المصري للهجرة، هذا المشروع الوطني العملاق الذي بدأناه بعد العرض على الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء أن يكون مشروعًا يؤدي إلى التدريب من أجل التوظيف لجميع العمالة الموجودة في مصر، سواء كان التوظيف في مصر أو خارجها من خلال التعاون مع العديد من الدول التي لجأت إلى وزارة الهجرة وتطلب أن مصر تدعمها وتدعم الفجوات المجتمعية الموجودة لديها في أسواق العمل، من الأيدي العاملة والخبرات المصرية التي يمكنها مساعدتهم خصوصًا في الدول الأوروبية، وهناك الكثير والكثير من المشروعات التي تخدم المصريين ونسعى أن الخدمة تكون للمصريين ومصر أيضًا، ويكون الطرفان مستفيدان من هذه الخدمة في نهاية الأمر.

• وزيرة الهجرة تقدِّم دورًا اقتصاديًّا ودبلوماسيًّا واجتماعيًّا.. كيف تنفذين هذه المهمة لإرضاء وخدمة ملايين المصريين في الخارج؟

- لا أحاول التفكير في الصعوبة لأنها موجودة، وأتعامل معهم كأنني والدتهم، لأنَّ هذا إحساسي بالفعل، ولا يوجد أم لا تلاقي صعوبة في التعامل مع أبنائها بمتطلباتهم المختلفة، وهذا الأمر بالنسبة ليس إشكالية.

والمشكلة الرئيسية هي الاستجابة لكل هذه الطلبات ومساعدة كل شخص على مختلف الأعمار، وأعتبر أن الجميع لهم حقوق وأبناء لهذه الدولة العظيمة القوية، التي تستطيع أن تصل إلى جميع أبنائها.

ويجب أن يكون لديهم هذه القناعة، أن مصر موجودة من أجلهم و"البعيد عن العين ليس بعيدًا عن القلب"، والدولة تستطيع أن تأتي وتنقذ ابناءها حينما يحتاجون إلى هذا.

وهذا ما فعلناه مع أبنائنا الموجودين في مناطق النزاعات المسلحة مثل السودان أو ما يحدث حاليًّا في غزة أو ليبيا والكارثة الإنسانية التي حدثت فيها وما لحق بها بسبب الإعصار.

ونحن موجودون دائمًا من أجلهم ونلاقي صعوبات ولكن لن تكون مثل الصعوبات التي يواجهها المصريون في الخارج وقت الأزمات والكوارث.

ولا يجوز أن نقول لهم "إحنا تعبنا"، ويجب أن نكون موجودين معهم حتى يشعروا "إن فيه حد قلبه عليهم والبلد مش ناسياهم.. وأنا على قناعة تامَّة بيها وزملائي في الوزارة يبذلون جهودًا كبيرة ولا يشتكون من ذلك، رغم أن ذلك يأتي على حساب أولادهم ومنازلهم، إنَّما الواجب الوطني يتخذ أولوية في ذلك الأمر".

• تستعد وزارة الهجرة لإطلاق تطبيق المصريين بالخارج.. ما محتويات التطبيق وكيف يمكنه خدمة المصريين بالخارج؟

- هذا التطبيق "حِلْمِي" ومنذ ما توليت هذا الملف المهم وسعدت وشرفت به، كان حلمي أن يوجد تطبيق تليفوني بسيط موجود على كل هواتف المصريين بالخارج، سواء كان في أبعد الدول أو أقربها، والمصري الموجود في الخارج يُمكنه أن يتواصل مع مصر ويعرف ما هي المحفزات والخدمات التي تقدمها الدولة.

فإذا أراد شراء أو بيع أي شيء أو فتح حساب بنكي أو ربط ودائع أو شراء قطعة أرض أو تذكرة طيران أو التحدث مع أقاربه أو التواصل مع وزارة الهجرة أو معرفة أخبار مصر.. وكل ذلك موجود في تطبيق واحد وهو "المصريين في الخارج" وموجود على الهاتف المحمول.

وقطعنا شوطًا كبيرًا جدًا بشأن التطبيق مع وزارة الاتصالات ووقعنا معها بروتوكول لتحقيق هذا الحلم، واقتربنا من المرحلة الأولى للتطبيق، وغذيناه بكل ما لدينا من خدمات ومحفزات استطعنا تقديمها للمصريين بالخارج بالتعاون مع مختلف المؤسسات ووضعه على التطبيق.

وستكون هناك مرحلة ثانية لأن لدينا طموحات أكبر من ذلك بكثير، والمرحلة الأولى ستكون تجريبية حتى نتلافى أي مشكلات أو أخطاء، مثلما حدث مع تطبيق مبادرة سيارات المصريين في الخارج.

ونُحاول أن يكون التطبيق سهلًا وبسيطًا، لأنَّه بين المصريين بالخارج العَالِم والعبقري والطالب والتلميذ والعامل البسيط والمتعلم وغير المتعلم والمرأة والزوجة والفتاة وكل الأنواع، ونريد من التطبيق أن يكون للجميع، حتى يكون استخدامه سهلًا ويُمكنهم الدخول عبر التطبيق وفعل ما يريدونه.

والتطبيق ستضمَّن "سوق المصريين بالخارج"، لأنَّهم طالبوا بتوفير منتجات وأجهزة كهربائية لأبنائهم لتجهيزات الزواج، ولذلك جعلنا كل منتجي الأجهزة الكهربائية في مصر الدخول على هذا التطبيق، علاوة على توفير منتجات مصرية حرفية لتقديمها هدايا لأهاليهم وفقًا لطلبهم أيضًا.

وسيكون هناك "لينك" لبوابة مصر الرقمية، لمن يحتاج استخراج شهادة ميلاد او نوع من انواع الوثائق الثبوتية.

ووقعنا بروتوكول تعاون مع بنك مصر، ونرحب بأي بنك آخر يُريد أن يكون موجودًا على تطبيق المصريين بالخارج لتقديم الخدمات.

وبنك مصر قادم على مفاجأة كبرى أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة، سيكون لديه منصة إلكترونية تُمكِّن كل المصريين في الداخل أو الخارج من فتح حساب عبر المنصة بشكل مباشر دون الحاجة إلى السفر لمصر أو البحث عن إحدى الفروع للبنك في أي دولة.

وعندما يكون هذا موجود على التطبيق سيُسهل كل شيء، علاوة على تسهيل الأمور لشركة استثمار المصريين بالخارج، لأنهم من خلال التطبيق والمنصة يُمكن الاستثمار في الشركة التي سيكون لها شباك على التطبيق.

والشركة سيكون لها صندوق طوارئ لمن يريد التخارج والحصول على أمواله أو سحب أمواله.. والتطبيق سيكون فائدة لجميع المصريين بالخارج.