عملوا الخير وماتوا.. حكاية "السيلفي الأخير" قبل
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
حالة من الحزن عاشها أهالي في محافظة الوادي الجديد، وسط دعوات بإنقاذ شابين ابتلعتهما مياه بحيرات مفيض مركز باريس، قبل الإعلان عن وفاتهما رسميًا واستخراج الجثامين.
والتقط الغريقان، محمود يوسف آدم شغنوف، 43 عاما، ومحمود خلف عبد المنعم أحمد، 29 عاما من مدينة الخارجة، آخر صورة بنظام "سيلفي" لهما على شاطئ البحيرات بمركز باريس قبل أن يغرقا بساعة، بصحة صديقهم الثالث "طه محمود" صاحب عربة دفع رباعي يعمل في مجال السفريات والنقل لمنطقة البحيرات.
"بيعلموا ثواب".. هي حكاية وجود الشابين في منطقة البحيرات، إذ أكد سعيد حسنين طليب، متخصص في السفاري والنقل بالدفع الرباعي وكان متواجد بالمنطقة خلال الحادثة، أنه كان هناك حفرة في الطريق الواصل لمنطقة البحيرات عميقة وكانت تشكل خطرًا على مستخدمي الطريق، فتولى الشابان الغريقان الذهاب لها مع صديقهما "طه" مستخدمين سيارته للوصول للمنطقة لإصلاحها تبرعا منهما، وبالفعل بدأوا في ملء الحفرة وإصلاحها من خلال صبة خرسانية وبعد الانتهاء من إصلاح الحفرة في الطريق ذهبا للبحيرات للاستحمام والاغتسال.
ظهر يوم الجمعة الماضي أنهى الشباب السباحة في البحيرات، وشرعوا في الخروج من البحيرات، وخرج الناجي الوحيد "طه" إلا أن الرياح كانت قوية والأمواج عالية فسحبت الصديقين لمنطقة عميقة لم يتمكنا من السباحة فيها وابتلعتهما مياه البحيرات على الفور.
حاول صديقهم الثالث "طه" إنقاذهما من الغرق وألقى لهما مجموعة من الجراكن البلاستيكية لمحاولة إنقاذها إلا أنهما لم يتمكنا من النجاة.
استدعت قوات الحماية المدنية بالوادي الجديد قوات الإنقاذ البحري من محافظة الأقصر لانتشال جثتي الغريقين، ووصلت صباح السبت، 12 أغسطس، وكانت الأمواج جرفت جثة الغريق الأول الشاب "محمود آدم" ثم استغرقت قوات الإنقاذ النهري قرابة الساعتين ونجحت في انتشال جثة الشاب الثاني.
ووصلت جثتا الشابين الغريقين في بحيرات مفيض مركز باريس بالوادي الجديد، مساء أمس السبت، لمشرحة مستشفى الخارجة التخصصي تمهيدا لانتداب الطب الشرعي وتوقيع الكشف الطبي عليهما بمعرفة النيابة العامة.