ماذا يعني زيادة الضغط على تداول الدولار في
كتبت- منال المصري:
قال مصرفيون، لمصراوي، إن الطلب على الدولار بين البنوك من خلال آلية "الإنتر بنك"- التي تعد آلية لبيع وشراء الدولار بين البنوك- ارتفع خلال آخر يومين عمل من الأسبوع الماضي تحت ضغط زيادة الطلب على العملة بما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه وسط زيادة المخاوف من التوترات الجيوسياسية بالمنطقة بعد عودة التوترات الإيرانية الإسرائيلية.
وارتفع تداول الدولار في "الإنتر بنك" خلال يومين الخميس والأربعاء إلى 800 مليون دولار مقارنة بمتوسط يومي بلغ نحو 250 دولار يوميا في الأسابيع الماضية بهدف تمويل احتياجات السوق، وفق ما نشره موقع "اقتصاد الشرق".
كان متوسط سعر الدولار ارتفع خلال يومي الأربعاء والخميس 28 قرشا ليصل إلى 48.73 قرشا بنهاية تعاملات الخميس الماضي، وفق موقع البنك المركزي.
وقال أحد رؤساء البنوك لمصراوي، إن زيادة تداول الدولار في الإنتر بنك خلال يومي الأربعاء والخميس ارتبط جزءا منه بتمويل خروج بعض المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة بسبب المخاوف من التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، والجزء الأخر لتمويل بعض الطلبات الاستيرادية.
وأوضح أن حجم تداول الإنتر بنك تضاعف خلال يومي الأربعاء والخميس مقارنة بالأيام السابقة وهو ما يرجع لتمويل تخارج المستثمرين الأجانب والذي جاء بشكل طفيف.
كانت بيانات البنك المركزي كشفت عن دخول نحو 21.8 مليار دولار استثمار أجنبي في أذون الخزانة خلال أول شهرين من تحرير سعر الصرف في مارس وأبريل الماضيين ليصل إجمالي المحفظة إلى مستوى تاريخي بنحو 35.4 مليار دولار.
وعادت آلية الإنتر بنك مجددا بين البنوك بعد قرار تحرير سعر الصرف في مارس الماضي وزيادة الموارد الدولارية بما يدل على وجود سوق من الدولار بين البنوك أحدهما مشتري والآخر بائعا.
منذ يناير 2023 وقبل الإصلاحات الأخيرة في مارس توقف سوق الإنتربنك عن العمل بسبب ضعف التعاملات وضغوط النقد الأجنبي التي تواجه مصر على مدار عامين بسبب التبعات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية بما أدى إلى تراكم قوائم تمويل الاستيراد في البنوك، وفق ما قاله بعض المصادر في وقت سابق لـ"مصراوي".
واتفق مسؤول قطاع الخزانة بأحد البنوك مع الرأي السابق، أن زيادة الدولار في الإنتربنك جاء لتمويل خروج المستثمرين الأجانب، بما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار وفق آلية السوق الحر.
وقال نائب رئيس بنك لمصراوي، إن أي توتر في المنطقة يؤثر على كافة الدول المحيطة حيث خروج المستثمرين الأجانب جاء بسبب مخاوف مرتبطة بالمخاطر بالمنطقة.
وأكد مسؤول البنوك أن الدولار متوفر لديهم ولا يوجد أي أزمة في تلبية كافة الطلبات من العملة وخاصة السعر يتحرك وفق آلية العرض والطلب.
وتعتمد مصر سعر صرف حر للجنيه من خلال إتباع آلية العرض والطلب على الدولار والعملات الأجنبية الأخرى في تحديد قيمة الجنيه، دون تدخل من البنك المركزي.
كان البنك المركزي أعلن في مارس الماضي العودة إلى آلية تحرير سعر الصرف للمرة الرابعة خلال عامين بهدف القضاء على السوق السوداء لتجارة العملة، وسد فجوة التمويل الأجنبي ليرتفع الدولار مقابل الجنيه بنحو 60%.