-

التعليم ليس شهادة فقط.. "حجازي" يشهد احتفالية

(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- أحمد السعداوي:

قال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن رؤية مصر ٢٠٢٣، ورؤية وزارة التربية والتعليم؛ تستهدف طالبًا قادرًا على التنافسية، وأن ما نشاهده اليوم يعد ترجمةً لهذه الرؤية، وتحقيقها بأقل الإمكانات والإمكانات، في ظل التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، مشيرًا إلى أن تفعيل الشراكة بين طلاب المدارس والمعلم الباحث والجامعات والمجتمع المدني يثري العملية التعليمية ويحقق الأهداف المنشودة في تطوير المنظومة التعليمية.

جاء ذلك خلال احتفالية مشروع الشراكة بين المدارس والجامعات بمدرسة الشهيد أحمد محمود مصطفى أبو العنين، بإدارة القاهرة الجديدة، بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في القاهرة، والتي شهدها الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني؛ بهدف تفعيل وحدات الجودة داخل جميع المدارس، وبناء مجتمعات المعرفة بين الأقران.

وأعرب الدكتور رضا حجازي، عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا أن الطلاب قدموا رسالة قوية خلال المشروع بحبهم لمدرستهم وتطويرها، كما قدمت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة الدعم اللازم لهم في هذا الإطار.

وأشار الوزير إلى أن إحدى ركائز الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم ٢٠٢٤/ ٢٠٢٩ هي الشراكة بين الوزارة والجامعات والمجتمع المدني، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يحقق أحد أهداف الخطة الاستراتيجية للوزارة؛ وهو التعلم للحياة والتعلم للمستقبل، مؤكدًا أن الهدف من التعليم ليس الحصول على شهادة فقط، ولكن لا بد من الحصول بجانبها على مقومات الحياة، والعديد من المهارات التي يجب أن يمتلكها الطالب.

وأوضح الوزير أننا نستهدف المعلم المثقف والمعلم المبتكر والمعلم الإنسان، الذي يترك الأثر في الطلاب وتقويمهم ويعطيهم دافعية للتعلم، مشيرًا إلى أن وجود تلاحم وتبادل للحوار بين طلاب الجامعة الأمريكية وطلاب المدارس يثري الخبرات التي نستهدف أن يحصل عليها أبناؤنا الطلاب.

وأكد الوزير أهمية التحول الرقمي وتفعيله داخل المدرسة من خلال توظيف التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم وإدارة المدارس أيضًا، والذي بدوره سيساعد في علاج الكثير من مشكلات التعليم في المستقبل، وأهمية التنمية المهنية المستدامة للمعلمين والتدريب على رأس العمل، وأكد أهمية الأنشطة المدرسية في ضوء ظروف واحتياجات كل مدرسة، حيث تسهم الأنشطة المدرسية في تكوين شخصية الطالب.

وأشار حجازي إلى أهمية بناء العلاقات بين أولياء الأمور والمدرسة، وعقد اللقاءات بينهم، فضلًا عن الاهتمام بحملات التوعية والشراكات مع الإعلام حول جهود الوزارة، وأهمية العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي.

وأوضح الوزير أنه سيعقد اجتماعًا مع اتحاد طلاب مصر لاستعراض ثمار هذه التجربة وتبادل الحوار حولها؛ بهدف توسيع نطاق المشروع بمختلف مدارس الجمهورية.

وأعرب الوزير عن سعادته بوجوده مع هؤلاء الطلاب، مؤكدًا أنهم ترجمة حقيقية للتطوير حيث إن التطوير الحقيقي للتعليم يبدأ من المدرسة.

واستعرضت الدكتورة ملك زعلوك مدير معهد الشرق الأوسط للتعليم العالي بالجامعة الأمريكية، تاريخ المشروع؛ وهو الشراكة بين المدارس والجامعات والذي مر بعدد من المحطات في التخطيط، حيث بدأ المشروع باتفاقات رسمية بين وزارتَي التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي، مضيفةً أنه تم تمويل هذا المشروع الضخم من الاتحاد الأوروبي عام ٢٠١٧، والذي قام بتطوير عدد ٤٣ مدرسة للتنمية المهنية التربوية في عدد من الإدارات على مستوى القاهرة والإسكندرية.

وتابعت الدكتورة ملك بأن هذا المشروع أكد تفعيل وحدات الجودة داخل جميع المدارس، وبناء مجتمعات المعرفة بين الأقران، والقيام ببحوث الفعل والتأكيد على العمل التعاوني بين الممارسين وأساتذة الجامعات، والتكامل بين المواد الدراسية، والاهتمام بالتنمية المهنية والتنمية المستدامة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تطبيق الأساليب الفعالة في التعليم والتعلم، وقد أسفرت هذه المبادرة عن نتائج مهمة وهي وجود أكثر من ١٠٠ مجتمع تعلم بالمدارس المشاركة، لتكون هذه المجتمعات معنية بالتعلم بين الأقران بالمدارس والجامعات، وتفعيل وحدات التدريب داخل المدارس، إلى جانب ممارسة التخطيط والتأمل واكتساب مهارات جديدة للعقل والقيم والمعتقدات.

وأوضحت الدكتورة ملك زعلوك، أن هناك نواتج أخرى تم تسجيلها من دراسات الحالة التي قامت الفرق بتكوينها؛ على رأسها الابتكار في شكل استراتيجيات التعلم، وإنتاج مواد تعليمية متكاملة بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتنمية المستدامة والمواطنة، وتم إنشاء معامل تكنولوجية داخل الكليات من أجل إكساب المعلمين مهارات بحثية بما ينعكس على تحسين مستوى التحصيل لدى الطلاب فى هذه المدارس تحديدًا، فضلًا عن ارتفاع نسب الحضور بالمدارس، وتحسن ملحوظ في طبيعة العلاقات بين الطلاب والمعلمين.

وأشارت الدكتورة ملك زعلوك إلى أنه بالنسبة للمحطة الثانية من المشروع فقد بدأت في عام ٢٠٢٠، حيث تم مد اتفاقية الشراكة لمدة ٣ سنوات بين معهد الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وإدارة القاهرة الجديدة، وكان الهدف من هذه المرحلة هو تمكين المعلمين من دمج المواد الدراسية في إطار المناهج الحديثة، واستخدام المهارات الحياتية في تخطيط الدروس ومن أهمها التفكير النقدي، والإبداع، وحل المشكلات، والمشاركة، واحترام الآخر، واحترام التنوع، والتواصل، وإدارة الذات، والتعاون، وصناعة القرار، مضيفة أن هذه المرحلة اهتمت بالقيم الاجتماعية والثقافية في المدارس، وكذلك إجراء بحوث الفعل لحل مشكلات الأداء في الصف الدراسي والمدرسة، حيث تميزت هذه المرحلة بتعميم مبادرة الشراكة بين المدارس والجامعات على المستوى الوطني وذلك من خلال بعض السياسات من المجلس الأعلى للجامعات.

وأضافت الدكتورة ملك زعلوك أن المرحلة الثالثة جاءت مع اهتمام الوزارة بالتنمية المستدامة، والحياة المدرسية، والأنشطة الطلابية وتخصيص أيام للنشاط الطلابي، سواء الرياضي أو الثقافي، والأداء الفعال لدى المعلمين تحت قيادة الدكتور رضا حجازي، مشيرة إلى أن الشراكة بين المدارس والجامعات تحولت إلى شكل مبتكر وجديد، فضلاً عن التركيز على تمكين المعلمين، وتمكين الطلاب من تطوير مدارسهم ومشاركتهم في التخطيط والتطوير.

وأضافت زعلوك أن دورات التعلم المجتمعي تضمنت موضوعات مثل المواطنة، والتنمية المستدامة، والقراءة الرقمية أثناء العام الدراسي، حيث شارك طلاب من الجامعة مع طلاب المدارس في أنشطة متنوعة حول القيم، وحقوق الطفل، وشروط المواطنة، والمواطنة البيئية، وأشكال الانتماء، وخطط تطوير المدرسة، والتطوع، وحملات النظافة داخل المدرسة، وتعلم الأقران، والقيادة وخصائصها، وأهداف التنمية المستدامة، والذكاء الاصطناعي، والوعي الإعلامي، والتفاعل الوجداني والاجتماعي.

ورحبت إيمان عطية مدير إدارة القاهرة الجديدة بالحضور وأعربت عن سعادتها بنجاح مشروع الشراكة في إدارة القاهرة الجديدة، مشيدة بجهود فريق العمل بالإدارة من متابعين ومعلمين وطلاب لحرصهم جميعًا على نجاح هذا المشروع الذي تم تعميمه بجميع مدارس الإدارة وتنفيذ خطة التطوير كاملة، وتيسير العمل بها بما يتناسب مع إمكانات كل مدرسة.

وقام الطالب فارس أحمد بالصف الثاني الثانوي بمدرسة عبد الوهاب مطاوع، وأمين عام اتحاد الطلاب بإدارة القاهرة الجديدة، باستعراض المشروع وأهداف ومراحل تنفيذه في المدارس، والمبادئ التي تم غرسها في الطلاب؛ وهو مبدأ الاستدامة، والمواطنة والقيادة، وورش العمل في الجامعة الأمريكية خلال الإجازة الصيفية، ومدى استفادتهم منها في تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة الثقافية داخل المدارس وتقييمها والالتزام بلوائح التعامل بداخلها، بالإضافة إلى وضع خطط تطوير لهذه الأنشطة الثقافية والبرامج ومدى توظيفها بالذكاء الاصطناعي؛ مما كان له أثره في توطيد العلاقة بين الطلاب والمعلمين.

وكرم الوزير مجموعة الطلاب المشاركين من اتحاد الطلاب، كما كرم المعلمين المشاركين في الاحتفالية وفريق الجامعة الأمريكية المشارك.