تراجع أسعار الذهب وتأثيره على السوق المحلي

تراجع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا
شهدت أسعار الذهب مؤخرًا تراجعًا غير متوقع على الصعيدين العالمي والمحلي، حيث فقد المعدن الأصفر جزءًا كبيرًا من مكاسبه، ليصل الانخفاض إلى 4.95%، مسجلاً نحو 4140 دولارًا للأونصة. يمثل هذا الانخفاض واحدة من أسرع موجات الهبوط التي شهدها السوق في الأسابيع الأخيرة، مما أثار قلق المستثمرين حول الاتجاهات المستقبلية للأسعار بعد هذا التصحيح المفاجئ.
ارتفاع تاريخي ثم تراجع مفاجئ
في يوم الاثنين الماضي، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا، حيث اقترب المعدن النفيس من مستوى 4381 دولارًا للأونصة، وهو أعلى سعر له على الإطلاق. ولكن، سرعان ما تراجعت الأسعار قليلاً حتى بداية تعاملات اليوم، لتصل إلى 4326 دولارًا، قبل أن تتعرض لانخفاض آخر بمقدار 180 دولارًا خلال التعاملات.
تفسير الخبراء لهذا الهبوط
يرى الخبراء في سوق الذهب أن الهبوط الحالي لا يعكس ضعفًا في الطلب، بل يعد بمثابة حركة تصحيح طبيعية ناتجة عن زيادة الكميات المعروضة في الأسواق الدولية. جاء هذا التعديل بعد موجة الصعود التاريخي التي شهدها المعدن النفيس في الفترة الأخيرة.
ليلى الحلقة 41
حركة "تصحيح طبيعية"
يقول لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الانخفاض الأخير في أسعار الذهب يُعتبر حركة تصحيح طبيعية بعد فترة من الارتفاع القوي الذي استمر لأسبوع كامل، دفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
مفهوم التصحيح السعري
أوضح منيب أن ما يُعرف بـ "التصحيح السعري" هو عودة طبيعية للأسعار بعد اندفاعها في اتجاه معين، سواء كان ذلك صعودًا أو هبوطًا. ويشير إلى أن السوق لا يمكن أن تستمر في الارتفاع بلا توقف، بل تصل إلى نقطة معينة وتبدأ في التراجع قليلاً لتستقر عند مستوى متوازن.
نقاط الدعم والمقاومة
وأشار منيب إلى أن حركة الأسعار في بورصات المعادن العالمية تتأثر بما يُعرف بنقاط الدعم والمقاومة. كلما اقترب الذهب من مستوى مقاومة مرتفع، يبدأ المستثمرون في تقليل الطلب وجني الأرباح، بينما عند نقاط الدعم المنخفضة، يتجه البعض الآخر للشراء، مما يحافظ على توازن السوق ويخلق حركة تذبذب طبيعية داخل النطاق السعري.
زيادة المعروض في الأسواق العالمية
من جانبه، قال نادي نجيب، السكرتير العام السابق لشعبة الذهب، إن تراجع أسعار الذهب عالميًا يعود بشكل رئيسي إلى زيادة المعروض من المعدن الأصفر في الأسواق الدولية. حيث هبطت الأونصة إلى نحو 4170 دولارًا نتيجة طرح كميات كبيرة من الذهب على مستوى العالم، مما أدى إلى ضغط واضح على الأسعار.
تأثير السوق المحلي
أضاف نجيب أن السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بحركة الأسعار العالمية، نظرًا لأن مصر سوق مفتوحة ترتبط بالأسواق الخارجية سواء في الصعود أو الهبوط. وقد انعكس هبوط السعر العالمي على السعر المحلي، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 5675 جنيهًا.
توقعات السوق المستقبلية
أشار الخبراء إلى أن الأسواق تمر حاليًا بمرحلة توازن مؤقت بعد صعود قياسي. ومن المتوقع أن تستقر الأسعار خلال الأيام المقبلة، ما لم تظهر متغيرات سياسية أو اقتصادية جديدة على الساحة العالمية قد تدفع المستثمرين مرة أخرى نحو الملاذات الآمنة.