تدمير واسع في قرى جنوب لبنان
تقرير منظمة العفو الدولية: دمار متعمد في لبنان
في تحقيق نشر يوم الثلاثاء، أكدت منظمة العفو الدولية أن الجيش الإسرائيلي قام بتدمير واسع النطاق وبشكل متعمد في العديد من القرى الحدودية بجنوب لبنان، وذلك خلال صراعه الأخير مع حزب الله. ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق شامل في هذا الأمر باعتباره جريمة حرب تستوجب المتابعة القانونية.
بارينيتي الحلقة 85
خلفية الصراع
لقد شهدت المنطقة حربًا مدمرة بين حزب الله وإسرائيل استمرت لأكثر من عام، انتهت بوقف لإطلاق النار في نوفمبر، والذي نص على انسحاب حزب الله من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية، بالإضافة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي تقدم إليها خلال النزاع.
دعوة للتحقيق
منظمة العفو الدولية اعتبرت أنه يجب التحقيق في الأضرار الكبيرة التي لحقت بالممتلكات المدنية والأراضي الزراعية في مختلف أنحاء جنوب لبنان، معتبرةً ذلك جرائم حرب. وقد أرسلت المنظمة أسئلة للجيش الإسرائيلي في يونيو بشأن الدمار الحاصل، لكنها لم تتلق أي رد حتى الآن.
أرقام مرعبة
وثق التحقيق تعرض أكثر من 10000 منشأة لأضرار كبيرة أو للتدمير في جنوب لبنان خلال الفترة من 1 أكتوبر 2024 إلى 26 يناير 2025، مشيرًا إلى أن أغلب عمليات التدمير وقعت بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
الالتزامات المفقودة
كان من المفترض أن تنسحب القوات الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف إطلاق النار خلال فترة 60 يومًا من الأراضي الجديدة التي احتلتها، لكن إسرائيل احتفظت بقواتها في المنطقة الحدودية حتى بعد انتهاء المهلة. ولا تزال القوات الإسرائيلية متواجدة في خمس مرتفعات استراتيجية، بينما يطالب لبنان بانسحابها.
أساليب التدمير
أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن القوات الإسرائيلية استخدمت متفجرات يدوية وجرافات لتدمير منشآت مدنية، بما في ذلك المنازل والمساجد والمقابر والطرقات والحدائق وملاعب كرة القدم في 24 قرية. وقد جعل هذا التدمير مناطق بأكملها غير صالحة للسكن، مما دمر حياة العديد من السكان المحليين.
الأدلة والوثائق
استندت المنظمة في تقريرها إلى مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية وصور من الأقمار الصناعية لقرى الشريط الحدودي، مع التركيز بشكل خاص على قرى كفركلا ومارون الراس والعديسة وعيتا الشعب والضهيرة. وتظهر الأدلة الجنود الإسرائيليين وهم يزرعون المتفجرات داخل المنازل، ويخربون الطرق وملاعب كرة القدم، ويجرفون حدائق ومواقع دينية.
الآثار الإنسانية
وفي الوقت الذي تقول فيه إسرائيل إن غاراتها كانت تستهدف مواقع تابعة لحزب الله، أظهرت تحقيقات منظمة العفو الدولية أن الجيش الإسرائيلي قام بتدمير واسع للمنشآت المدنية في غياب واضح لأي ضرورة عسكرية قهرية، مما يعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
التحديات المستقبلية
لا يزال لبنان عاجزًا عن إطلاق عملية إعادة الإعمار، خاصة في القرى الحدودية. وقدر البنك الدولي في مارس حاجات التعافي وإعادة الإعمار في لبنان بحوالي 14 مليار دولار. وتعتمد السلطات اللبنانية على الدعم الخارجي، خصوصًا من دول الخليج، لتمويل جهود إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي.