تحديات الطروحات الحكومية في مصر

كتبت- أمنية عاصم:

بينما تسعى الحكومة المصرية لتحقيق أهدافها الطموحة من خلال تنفيذ برنامج الطروحات، تزداد المخاوف بشأن إمكانية نجاح هذا البرنامج في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية. إذ تتعرض البورصات العالمية لانهيارات متتالية، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي في مصر ويؤثر على تصنيفها الائتماني.

تحديات برنامج الطروحات

يعتقد خبراء سوق المال أن برنامج الطروحات الحكومية قد لا يتأثر كثيرًا بالتطورات العالمية الحالية، حيث أن تأثير هذه الأحداث غالبًا ما يكون قصير الأجل، مقارنة بأزمات سابقة مثل أزمة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية. تنوي الحكومة المصرية طرح عدد من الشركات في البورصة خلال العامين القادمين، من بينها شركات رئيسية مثل "وطنية"، "شل أوت"، و"سايلو الغذائية".

الخطط المستقبلية

وفي ديسمبر الماضي، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن الحكومة تخطط لطرح 10 شركات على الأقل بحلول عام 2025، مع العلم أن 4 من هذه الشركات مملوكة للجيش. كما تعتزم الحكومة طرح حصص في شركات أخرى مثل محطة رياح جبل الزيت وشركة الأمل الشريف للبلاستيك.

تأثير الأحداث العالمية

تزامنت هذه الاستعدادات مع الانهيارات الأخيرة في البورصات العالمية، والتي كانت نتيجة عدم اليقين الناجم عن تصاعد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الدول، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين.
رياح القدر الحلقة 11

تأثير لحظي

تقول رانيا الجندي، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إن الانهيارات التي شهدتها الأسواق العالمية في الفترة الأخيرة تعتبر تأثيرات لحظية مرتبطة بتصريحات سياسية. ورغم ذلك، تشير إلى أن هذه الأحداث لن تؤثر بشكل كبير على استكمال برنامج الطروحات الحكومية، خاصةً أن هناك تاريخًا طويلًا من الطروحات الحكومية الناجحة مثل مصرف المتحدة.

جودة الطرح

أكدت الجندي على أهمية جودة الطرح، حيث أن الطروحات الجيدة تجذب المستثمرين. فعندما تُطرح شركات قوية مثل "صافي" و"شل أوت"، من الممكن أن تشهد معدلات تغطية مرتفعة، كما حدث مع المصرف المتحدة.

تقييم التصنيف الائتماني

وفيما يتعلق بتصنيف مصر الائتماني، الذي تم تخفيضه من "إيجابي" إلى "مستقر"، تشير الجندي إلى أن هذا التصنيف لم يعد له التأثير الكبير الذي كان يتمتع به في السابق، حيث بدأت الدول العربية تبحث عن إنشاء مؤسسات تصنيف خاصة بها.

الرد على التحديات

معتز عشماوي، العضو المنتدب لشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، يؤكد أن الأسواق المحلية ليست بمعزل عن التغيرات العالمية، إلا أن تأثيرها قد يكون محدودًا. وأكد أن برنامج الطروحات الحكومي سيستمر، ولكن ربما مع تعديل خطط الطرح في حالة تصاعد حدة الحرب التجارية.

حساب المخاطر

شرح عشماوي أن المستثمرين يأخذون في الاعتبار عوامل متعددة مثل صعوبة تحويل الأرباح للخارج، مما يوجب عليهم وضع نسب هوامش ربح مرتفعة لتعويض المخاطر. وبالتالي، فإن طبيعة الطرح ومدى توفر الفرص الاستثمارية الحقيقية تبقى عوامل هامة تؤثر على قراراتهم.

ختام المقال

في الختام، يظهر أن برنامج الطروحات الحكومية في مصر يواجه تحديات كبيرة، ولكن الفرص لا تزال قائمة. من خلال التركيز على جودة الطرح والاستجابة السريعة للتغيرات الاقتصادية العالمية، يمكن أن تستعيد البورصة المصرية عافيتها وتجذب المزيد من الاستثمارات.